تسعى الحكومات عبر العالم في محاولات جادة وحثيثة لأجل الحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، خاصة بعد ظهور موجاته الثانية والثالثة في كثير من بلدان العالم، والتي راحت تحصد أرواح الآلاف من المصابين الذين يتصاعد عددهم بشكل مرعب للغاية، وهو ما دعا الحكومات إلى تطبيق الإغلاقات، والتشديد على إجراءات التباعد الاجتماعي، والحدّ من كل السلوكيات الخاطئة والتي من شأنها تفشي الفيروس، وفي هذا الإطار دعت مجموعة أطباء من الصحة الفرنسية مواطنيها إلى الالتزام بعدم استخدام الهاتف مطلقًا خلال "الباصات" والقطارات أثناء الحركة منعًا لانتشار العدوى.
ونبه هؤلاء الأطباء إلى خطورة نزع الكمامة أو الأقنعة التي يرتديها الناس خلال المواصلات العامة، بعد ملاحظة أن العديد من هؤلاء يقوم بنزع الكمامة خلال الحديث في الهاتف، وهو ما يتسبب بانتشار أسرع للعدوى، ونصحوا الجميع بضرورة الكفّ عن ذلك السلوك الخاطيء، وأن يغلق الجميع أفواههم ولا يستخدمون الهواتف خلال التواجد في وسائل المواصلات العامة، كالأتوبيسات والقطارات ومحطات المترو، وشددوا على ضرورة التقيد التام بالكمامة وعدم نزعها لأي سبب من الأسباب داخل المواصلات.
يُذكر أن فرنسا تعاني من موجة عاتية جديدة للإصابات بفيروس كوفيد 19، والتي تصل في اليوم الواحد إلى معدل يفوق 20 ألف إصابة يوميًا، مما شكل ضغطًا هائلاً على القطاع الصحي الفرنسي، حيث اكتظت المستشفيات وغرف العناية المركز بمصابي فيروس كورونا المستجد، وهو ما اضطر فرنسا إلى إغلاق المطاعم والنوادي الاجتماعية والبارات وفرض حظر تجوال هو الأطول منذ أكتوبر الماضي، والذي يبدأ من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، في محاولة لتجنب الإغلاق العام.
فهل يمكن أن نتعلم نحن كذلك هذا الدرس ونتخلى قليلاً عن الحديث في هواتفنا المحمولة خلال وسائل المواصلات وفي الأماكن العامة التي تشهد توافدًا للجمهور؟