تناقلت الأخبار القديمة حول جنكيز خان ومملكة المغول التاريخية في آسيا قبل 700 عام، أنه كان السبب الرئيسي وجيشه في تدمير منطقة نهر الآرال في آسيا الوسطى وكل حضارات الأنهار التي ازدهرت هناك، وظل خان حبيس هذا الاتهام حتى برأته دراسة بريطانية حديثة كشفت نتائجها مؤخرًا عن أسباب انهيار حضارات الأنهار هناك، وأكدت أن التغير المناخي هو السبب الحقيقي لدمار المنطقة وحضاراتها، والذي تسبب في تحول الكتلة المائية هناك إلى مجرد نهر صغير، لتنتهي حضارات الأنهار في آسيا الوسطى.
يُذكر أنه في أوائل القرن الثالث عشر، اجتاحت جيوش المغول تلك المنطقة في آسيا الوسطى، وتم اتهام المؤرخين لجيش القائد الماغولي خان بأنه كان السبب وراء اختفاء الحضارات التي نشأت على ضفاف مجموعة الأنهار في منطقة نهر الآرال، ولكن الدراسة البريطانية التي اعتمدت على اعتمدت على التأريخ الإشعاعي لقنوات الري في تلك المنطقة، أثبتت أن ثمة جفاف أصاب تدفق الأنهار مما تسبب في فناء الحضارات المزدهرة هناك، وذلك حسب ما أوضحت نتائج دراسة ديناميكيات الأنهار وشبكات الري القديمة التي تعرضت لجفاف واسع.
وأوضحت الدراسة أن أحواض الأنهار في تلك المنطقة والتي كانت واقعة على ممر طريق الحرير وتكون بحيرة واسعة تبلغ نصف مساحة بريطانيا، تعرضت لموجة قاسية من الجفاف، جعلت المساحة المائية الواسعة تتقلص إلى مجرد مجرى صغير للنهر، وهو ما منع إقامة أي حضارة جديدة بعد الاجتياح المغولى للمنطقة.