يراود العلماء كثيرًا أفكارٌ حول وجود كواكب أخرى قريبة الشبه بأرضنا، أو كواكب المجموعة الشمسية، وهو ما يفتح الاحتمالات لوجود أنواع من الحياة عليها، والتفكير بنظرة مستقبلية في إمكانية السفر إليها، إلا أن تلك الاحتمالات تتناقص فرصتها أمام المسافات المهولة التي تبتعد فيها تلك الكواكب المكتشفة، ومنها نوع جديد تمَّ الإعلان عن اكتشافه يُسمى بالكواكب الخارقة أو الأقزام البنية، إذ تتعدى كتلتها كوكب المشتري بأكثر من (80-13) مرة، وتبتعد مئات السنوات الضوئية.
وتكمن أهمية اكتشاف تلك الكواكب الخارقة أنها ستساعد العلماء كثيرًا في فهم كيفية تكون النجوم والكواكب نظرًا لأحجامها العملاقة التي تزيد عن كتلة الكواكب بكثير، لكنها أصغر من النجوم، وهذه الكواكب (القزمة البنية) ستساعد كذلك في دراسات الكواكب الخارجية البعيدة، إلا أن التحدي الماثل أمام العلماء ليس في بعد المسافة بيننا وبينها، إنما في كون هذه الكواكب معتمة ولا ينبعث منها أي ضوء، وتلتقط أماكن وجودها عن طريق ما ينبعث منها من موجات وأشعة تحت حمراء ناتجة عن الضغط والجاذبية.
يُشار أيضًا إلى أن تلك الكواكب الخارقة يمكن اكتشافها عبر موجات الراديو نظرًا لما تتمتع به من مجالات مغناطيسية فائقة مقارنة بالمجال المغناطيسي لكوكبنا، وهو ما يُسهل اكتشافها عبر تليسكوبات لاسلكية فائقة الحاسية لموجات الراديو، مثل تليسكوب (LOFAR) اللاسلكي الحساس، والذي استطاع التقاط واكتشاف أول تلك الكواكب القزمية البنية والمسمى حسب علماء الفلك بالكوكب (BDR J1750+3809)، والذي قدرت المسافة بينه وبين الأرض بحوالي 200 سنة ضوئية.