يعيش الإنسان المعاصر تحت ضغوط حياتية يومية كثيرة، ويعاني من التوترات والقلق نتيجة لضغوطات العمل، وكثيرًا ما يتسبب هذا الضغط الهائل في أن تخور قوى العامل الذي لا يجدد طاقاته الجسدية والنفسية، وهو ما دعا الدراسات الإنتاجية إلى ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية وبث الطاقات الإيجابية للعاملين بشكل يومي تحت ضغوطات العمل. وتشير الدراسات إلى أنه يمكن بث طاقة متجددة داخلية كامنة في الإنسان عن طريق بعض المحفزات لمتابعة العمل، يجيء في مقدمة تلك المحفزات الشعور بالحب والمشاعر العاطفية الإيجابية، خاصة مع الزملاء في بيئة العمل.
ويحتاج الإنسان إلى قرابة 200 ساعة للتقرب من آخرين وإيلافهم، لكن مشاعر الحب تختصر كل تلك الساعات وتقلصها، بل تزيد الرغبة بالتواجد في بيئة يشعر فيها الإنسان بالمحبة ويعبر فيها عن حبه للآخرين والعكس، وهو ما انتبه إليه القائمون على العمل بخلق مناسبات تعمل على تدعيم هذا الجو الإيجابي للحصول على نسب أعلى من الإخلاص للعمل وإنسيابية الآداء الوظيفي، فالقليل من عبارات الحب والمؤانسة تزكي روح العمل، وتعمل على تقوية روح الفريق داخل المكان، وحسب دراسة أجراها موقع totaljobs أكدت أن 22% من الأشخاص يلتقون بحبيبهم أو شريكهم العاطفي خلال العمل، بينما يمكن أن يحدث ذلك عبر الإنترنت أو الأصدقاء أو في أماكن عشوائية بنسبة أقل بكثير.
ويمكن عبر جمل بسيطة محملة بمشاعر الحب أن يستعيد الإنسان طاقته للعمل كأن يعبِّر كل صباح لشريكه عن حبه وتقديره له، ولا يُشترط في تلك العبارت أن تكون رومانسية لكن يُشترط أن تكون محملة بمشاعر حب صادقة يمكنها أن تحفز المرء على المزيد من العمل والإنتاج، وتكون كفيلة بإزاحة الكثير من التوتر والقلق، وغالبها تكون جمل من شأنها بث الثقة في الشريك أو زميل العمل، مما تجنب الإنسان كثيرًا من الاضطرابات وتساعد على التوازن النفسي الذي يضمن نجاح العمل المؤكل إليه.