خلق الله الإنسان، وأعلاه قيمة ونسبًا فوق المخلوقات كلها، وأمره بالرحمة والرفق بالحيوان، ويحكي لنا الأثر عن حكايات الوفاء والحب في عالم الحيوان، وأنه عالم لا يخلو من أخلاق تنافس أخلاق الإنسان ونبله، ولعل أشهر تلك الحيوانات هي الكلاب، والتي يُثار اللغط حولها حين يتخلى أصحابها عنها، لتصبح بلا مأوى أو ضالة، وتُعرف باسم "كلاب الشوارع الضالة"، وهو ما يراه البعض ممن قٌدت قلوبهم من حجر، مسوغًا للعنف والتحرش بتلك الحيوانات التي تضطر في النهاية بانتهاج سلوك عدائي تجاه البشر حماية لحياتها الصعبة في الشوارع، لذلك تقوم جماعات الرفق بالحيوان بالدفاع عن تلك الحيوانات المشردة بلا مأوى، لضمان حياة طبيعة لها والعيش في سلام.
وفي المغرب؛ وفي حادثة لا رحمة فيها أو شفقة، قامت قرية بتسميم جميع الكلاب الموجودة في الشوارع بحجة إيذاء المارة، وهو ما وثقته كامير إحدى الجمعيات الخاصة بتطعيم الحيوانات، إذ ظهرت عشرات الكلاب النافقة أو التي تحتضر قبل موتها في مشهد يُدمي القلوب، ودعت الجمعيةُ السلطاتَ الحكومية إلى التحقيق في تلك الجريمة بحسب وصفها.
كانت ردود فعل رواد التواصل الاجتماعي قد انقسمت بين مستهجن ورافض لما حدث، وبين آخرين حاولوا الدفاع عن القرية وما فعلت بحجة هجوم تلك الكلاب على الأشخاص في الشوارع خاصة الأطفال، مسببة بذلك الكثير من الأذى وحوادث الطريق.