لا تتوقف اكتشافات العلماء حول العالم الذي كان قبل ظهور الإنسان على الأرض، والذي تساعدنا الحفريات المكتشفة على رسم تخيل قريب من طبيعة ما كانت عليه شكل الحياة على كوكبنا، وتأتي الحفريات الضخمة كواحد من أهم هذه الاكتشافات، ففي منطقة التشكيل الحجري المعروف باسم كمكم في المغرب، حيث تم العثور على حفرية لنوع من التيروصورات بحجم الديك الرومي بمنقار غريب مماثل لمنقار طيور الكيوي في العصر الحديث.
وكان علماء الحفريات من جامعتي باث وبورتسموث يقومون بعمل ميداني في المغرب عندما وجدوا الحفرية من العصر الطباشيري، افترضوا أن الهيكل المكتشف يمثل عظما سمكيا متحجرًا، ومع ذلك، كشف الفحص الدقيق عن نسيج غير عادي وأدرك العلماء أنه جزء من منقار. ويطلق على هذا النوع الجديد اسم Leptostomia begaaensis، وقد استخدم منقاره الطويل والنحيف لسبر الأوساخ والعثور على فريسة مختبئة. وقال البروفيسور ديفيد مارتيل، من جامعة بورتسموث: "لم نر شيئا يشبه هذا الزاحف الصغير من قبل، فقد كان شكل المنقار غريبًا وفريدًا جدًا، وفي البداية لم يتم التعرف على الحفريات على أنها من الزاحف المجنح، وقال الدكتور نيك لونغريتش، من مركز ميلنر للتطور بجامعة باث: "إنه أمر غريب للغاية، ربما عثر الناس على أجزاء من هذا الوحش لسنوات، لكننا لم نكن نعرف ما هي حتى الآن".
وأشار العلماء إلى أنهم استخدموا الأشعة المقطعية للكشف عن شبكة من القنوات الداخلية في المنقار والتي من شأنها أن تساعد في الكشف عن الفريسة، وأضافوا أن Leptostomia begaaensis استخدمت منقارها للصيد مثل طيور الكيوي الحالية، لاكتشاف الديدان والقشريات والمحار ذي القشرة الصلبة، وقال البروفيسور مارتيل: "كانت النظم الغذائية واستراتيجيات الصيد لدى التيروصورات متنوعة، فمن المحتمل أنهم كانوا يأكلون اللحوم والأسماك والحشرات، وربما أكلت التيروصورات العملاقة التي يبلغ وزنها 500 رطل ما تشاء". وأضاف: "بعض الأنواع تصطاد الطعام عن طريق التحليق، والبعض الآخر يلاحق فريسته على الأرض. والآن، تُظهر شظايا هذا التيروصور الصغير الرائع أسلوب حياة لم يكن معروفا من قبل بالنسبة للتيروصورات".
يذكر أن التيروصورات هي أقارب الديناصورات الأقل شهرة وهناك أكثر من 100 نوع من الزواحف طويلة الأجنحة معروفة حتى الآن. وهي تتراوح في الحجم والشكل من كبيرة مثل طائرة مقاتلة إلى صغيرة مثل العصفورعلى العظم الأصلي، عن حفريات إضافية للحيوان.