مَنْ منّا لا يشربُ القهوة؟ خاصّةً في الصباح؟ بعضُنا بتغنّى بها، وبعضنا يصرفُ مبالغَ كبيرة فقط للحصول على بعض الأنواعِ منها، والتي يعتقدُ أنّها تتمتع بمذاقٍ غير عاديّ. لكن في الحقيقة، ما الذي نعرفه عن القهوة؟
البنُ في الواقعِ فاكهة، في الغالبِ تتم الإشارة إلى البن على أنّه من البقوليات، لكن حقيقةُ الأمر فهو من الفواكة، وهذه الحبوب البنية التي يتم حصادُها في النهاية واستخدامها في صناعة القهوة هي بذور فاكهة حمراء تُشبه التوت وتنمو على الأشجار.
القهوة كانت تؤكلُ في الأصل ولا تشرب، نظرًا لأنَّ القهوة هي في الأصل فاكهة، فلا عجبَ إذن في كونِ تناولها هو الأصل في استهلاكها وليس شُربها كما نظن، وكانت بعض القبائل في إفريقيا تقوم بخلط دهون حيوانية مع فاكهة القهوة التي تشبه التوت لعمل نوعٍ من المعجون يقومون بلفه وتصنيع كراتٍ منه ليتناولها أفراد القبيلة ويحصلون على الطاقة.
كلما حمصتَ حبوبَ القهوة قلَّ فيها الكافيين، رغمَ أنَّ معظم الأشخاص يعتقدون أن النكهة القوية تتوفر أكثر في حبوب القهوة الداكنة المحمصة جدًا، كدليلٍ على أنها تحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من الكافيين، لكنَّ الحقيقة أنّه كلما زاد تحميصُ حبوب القهوة قلّت نسبة الكافيين فيها.
القهوة الأغلى في العالم "كوبي لواك".. ماذا تعرفُ عنها؟!
تعدُّ قهوةُ حيوان "كوبي لواك" من أحد أهمّ أصناف القهوة المتميزة في شتّى أنحاء العالم، وهي الأغلى ثمنًا، حيث يبلغ سِعرُ الرطل الواحد منها حوالي ستّة مئةِ دولار أمريكي، وسِعرُ الفنجان الواحد قد يتجاوز خمسين دولارًا أمريكيًّا، وتصنع هذه القهوة من فضلات أحد الحيوانات التي تعيش في شرق آسيا. وهذا الحيوان يقتات على البن ويُعرف بالعربية بإسم "قطّ الزباد".
وقهوةُ حيوان "كوبي لواك" لا يتمّ إنتاجها بالطريقةِ التقليدية المعروفة، بل يتمُّ أخذُ حبوب البن من مخلفات حيوان "قطّ الزباد". يتمًّ تنظيفها من الفضلاتِ الأخرى وعمل القهوة بعد ذلك منها.
القهوةُ عالمٌ من الأسرار، إن أردتَ ولوجه، وما ذكرنا هنا عنها غيظٌ من فيض وقليلٌ من كثير، تمتّعوا بفنجان قهوة شهيّ ودمتم بخير.