النفط.. وما أداركَ ما النفط؟ لا يكدُ يخلو يومٌ أو شهرٌ حتّى تُثارَ قضياه، وتنسبُ بعضُ النزاعات السياسية إليه. سؤالنا في هذا الوثائقي التعريفي لربما خطر على بال كلُّ واحدٍ فيكم، ماذا لو نفذ النفط من العالم؟ وهل يمكنُ أن ينفذَ أصلًا؟
على من يقول إنَّ النفط سينضبُ من العالم قريبًا، ببساطة نستطيعُ أن نجيبَ بلا وبنعم، السببُ في الحقيقة أنّنا لا نعرف بالضبط كمية النفط الموجودة في باطن الأرض، لا شكَّ بأنَّ النفط المدفون تحتَ الأرض سينضبُ يومًا ما، وسيتطلبُ تكوين كمياتٌ أخرى ملايين أخرى من السنين، ولكن ورغمَ كلّ التكنولوجيا التي نحظى بها إلّا أننا لا نستطيعَ تحديدَ موعدِ نضوبه، وبينما تشيرُ بعضُ الدراسات إلى عشرينَ وثلاثين سنةً قادمة لنضوب النفط، تشير أخرى إلى أكثر من ثلاثمائة وأربعمائة سنة.
وفقًا لإحصائيةٍ صادرة عن شركة "بريتيش بتروليوم" للعام 2019، فإنّه لو استمرّ الاستهلاكُ على هذه الشاكلة، فانَّ نفط العالم سيهلك خلال 48 عامًا فقط، لكنَّ دراساتٍ تكنولوجية تشيرُ إلى احطياتاتٍ نفطيةٍ أخرى، ترفعُ من مستوى الاحطياتات الموجودةِ بأضعاف، مما يمدُّ من عمر النفطِ على كوكب الأرض، ربما لا يجب أن نتساءل حول عمر النفط، وإنّما نتساءل عن المدّة المتبقية لحاجتنا إليه، فازدياد أسعار النفط صنعت حاجةً ملحةً عند المستهلك للتوجهِ إلى مصادر الطاقة البديلة، وفي الوقت نفسه عند انخفاض أسعاره، فإنَّ جدوى استخراجه ستفقدُ معناها، لذا فإنَّ التعويل على النفط خلال السنين القادمة، سواءً نفذ أم لم ينفذ سيكون مخسرًا بلا شك، فإن زاد لن يشتره أحد، وإن قلّة أسعاره، فلا داعيَ لاستخراجه، والحال واحدة إن نفِذَ من أساسه.
ومع ارتفاع مستوى التكنولوجيا يبدو التحول نحو مصادر الطاقة البديلة سريعًا إلى درجةِ أن يتوقّع الاعتمادً عليها بشكلِ شبه كامل خلال أقلَّ من العشر سنوات القادمة. أهو خيرٌ أم شرّ، وهل حقًا سيتحول العالم عن النفط إلى شيءٍ آخر.. الأيامُ لا بدَّ أن تكشف وتتكشّف.