في هذا الفيديو المعرفي من "متفرقات الآن"، اخترنا هذا الأسبوع أن نُطلعكم على غرائب وعجائب الحروب التي ربما ليس لديكم فكرة عن وجودها.
منذ أزل التاريخ والبشرية في حروبٍ متتالية، كلُّ حربٍ منها تَلِدُ قصّة، حتّى أنَّ البعض صار يعتقدُ بأنّها سنّةٌ كونيّةٌ لا فِرار منها، على أيّةِ حال هل سبقَ أن سمعتَ أنَّ لهذه الحروب غرائب وعجائب. اليوم سوف نتحدّثكم عن أربع قصص حدثت في العصر الحديث في بعض هذه الحروب، قصصٌ من شأنها أن تجعلكَ تفكّرُ وتفكّر كثيرًا.
• القصّة الأولى: تقعُ أحداثها في الحرب العالمية الثانية عن كتيبةٍ تابعة للحلفاء، أُطلقَ عليها إسم "جيش الشبح". كانت مهمّتها أن تخدع النازيين، أعضاؤها كانوا ممثليين ومصممين ومهندسو صوت، ولم يكن معهم أيّة أسلحة، بل حتّى بنادقُهم كانت مزيّفة، ومهمّتهم أن يصنعوا خداعًا بصريًّا أو صوتيًّا يوهمون به النازيين بأعدادهم وأحجامهم أو يشتتون انتباه العدّو.. والمثير للسخرية أنَّ حيلَ هذا الجيش إنطلت بالفعل على النازيين.
• القصّة الثانية: هل سمعتهم قبلًا عن "حرب الإيمو"، كانت حربًا كبيرةً طاحنة، مثيرة، ومن أشهر حروب أستراليا. الغريب فيها أنّها لم تكن حرب بشر ضد بشر، فإنّما بشرٌ ضد طائر "الإيمو". ففي العام 1932، إزدادت أعداد طيور "الإيمو" في أستراليا إلى حدّ الذي فقدت فيه الحكومة السيطرة عليها. وقدّرت أعدادُها بأكثر من 20 ألفًا تتجول في صحراء أستراليا، تخرّبُ المحاصيل وتسبب أضرارًا أخرى.
الحلُّ عن الحكومة الأسترالية كان بسيطًا، أرسلت قوّةً عسكرية كاملة للتخلص منها، بل وأعلنت رسميًّا الحرب على "الإيمو".
الغريب في الأمر أنَّه وبعد أسبوعٍ على قتال "الإيمو" تبيّنَ أنَ قتلها يتتطلب جهدًا كبيرًا، فقد أظهر "الإيمو" مقاومةً رهيبة. توقّفت الحرب، وأعلن قائد كتيبة قتل "الإيمو" أنَّ "الإيمو"، فاز في هذه الحرب.
• القصّة الثالثة: شكلُها مثلُ القنبلة أو الصاروخ، لكن ليس صاروخًا عاديًّا، فمن جهة يمكن أن تنظر إليك على أنَّه أكثر صاروخٍ مضحك، ومن جهةٍ أخرى ربما أن يكون من أخطر الصواريخ على الإطلاق، إسم هذا الصاروخ "الخفاش". يحوي عددًا كبيرًا من الخفافيش، نعم خفافيش، وكلُّ خفّاشٍ مربوطٍ في قنبلةٍ صغيرة. عندما يستطدمُ الصاروخ بالأرض، فإنَّ هذه الخفافيش ستنتشر بين المباني في المدينة. تنفجرُ القنابل المربوطة بها وهكذا تشتعلُ المدينةُ بمن فيها. هذا الصاروخ تطويرٌ أميركيّ خلال الحرب العالمية الثانية، لكن لم يتمَّ استخدامه ليُعرف مدى تأثيره على الأرض، لكنَّ صانعيه يؤكّدون نظريًّا أنّه فعّال.
• القصّة الرابعة: آخر غريبةٍ من غرائب الحروب، ما حدث في "الكريسمس" عام 1914 خلال الحرب العالمية الأولى، عندما اقترح بابا الفاتيكان هدنةً في "الكريسمس" غير أنَّ القيادة في كلّ طرف رفضت ذلك، لكن ما حدث في أمسية "الكريسمس" أنَّ الجنود في كلا الطرفين، أعلنوا عن هدنةٍ من تلقاءِ أنفسهم، بل وتعدّوْ الأمرَ حتّى أنَّ بعضًا من الجنود الألمان بدأوا بالغناء، فقام الجنود الإنكليز في مشاركتهم، وأنتهى الأمر بالتقاء الجميع في المنطقة المحرّمةِ بينهما، سهروا الليل كلّه، غنّوا ورقصوا واستمتعوا، وثمَّ في الصباح عادوا إلى قتل بعضهم البعض.
في الحروب جنون، وفي الجنون فنون، ولله في خلقه شؤون. ولا تنسوا أن تشتركوا في قناتنا الجديدة على الـ "يوتيوب" وتفعيل جرس الإشعارات ليصلكم كل ما هو جديد.