تُعد الآثار المصرية الفرعونية واحدة من أهم المعالم الأثرية في العالم، وعلى الرغم من نفي وزير الآثار المصرية السابق الدكتور زاهي حواس، للمتداول حول احتواء أرض مصر على أكثر من ثلث آثار العالم، إلا أن القيمة الحضارية والإنسانية هي التي تجعل الآثار المصرية في مقدمة آثار العالم، وذلك عبر ما تكشف عنه البعثات الأثرية المختلفة العاملة على الأراضي المصرية، والتي أعلنت إحداها مؤخرًا عن اكتشاف أقدم مصنع "جعة" في تاريخ البشرية.
كانت بعثة الآثار الأمريكية/ المصرية المشتركة قد أعلنت مطلع هذا الأسبوع عن توصلها إلى اكتشاف ما يُعتقد أنه أقدم مصنع للجعة بإنتاج ضخم موجود في العالم كله، وذلك في منطقة "أبيدوس" التاريخية في محافظة سوهاج بالصعيد المصري، حيث صرح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية مصطفى وزيري، أن المصنع المُكتشف والذي يعود إلى عصر الملك الفرعوني موحد القطرين "مينا/ نارمر" قبل 3100 عامًا قبل الميلاد، يضم قرابة 40 حوضًا على شكل حلقات، وأشار ماثيو آدمز رئيس البعثة الأمريكية أن المصنع كان ضخم الإنتاج إذ أثبتت الدراسات أنه ينتج قرابة 22400 لتر من الجعة، ضمن طاقة إنتاجه للمرة الواحدة، والتي كانت تستخدم في الطقوس الملكية الجنائزية الخاصة بملوك الفراعنة الأوائل.
يُذكر أنه في مطلع القرن العشرين أشارت بعثة آثار بريطانية إلى وجود هذا المصنع الضخم وفقًا للكتابات الدالة على وجوده، إلا أن البعثة لم تفلح في تحديد مكانه بدقة أو العثور عليه، وهو ما يجعل هذا الكشف الذي أعلنته وزارة السياحة المصرية على صفحتها الرسمية على "فيس بوك" يوم السبت الماضي، واحدًا من أكبر الكشوفات الأثرية الأخيرة، والتي تساعد في فهم الطقوس الجنائزية الملكية، والتي يُرجح أن "الجعة" كانت تستخدم ضمن ما يُعرف باسم "طقوس القرابين".