تناقش الإعلامية جنان موسى في حلقة الليلة من برنامج "النقاش مع جنان موسى"، قضية غاية في الأهمية والخطورة، يطرحها السؤال الرئيسي في الحلقة: نساء داعش؛ هل هنُّ ضحايا أم إرهابيات؟
في بداية الحلقة؛ تتحدث موسى عن هزيمة تنظيم داعش والذي ضمَّ عشرات الآلاف من المقاتلين، ممن انتهى به الأمر مقتولاً أو مسجونًا، إلا أن ذلك نصف الحقيقة، فهناك نساء داعش، فما الطريقة المُثلى للتعامل معهن؟ هل يجب محاكمتهن، أم إعادة تأهيلهن، أم الإفراج عنهم؟ وتعرض الحلقة تقريرًا حول "نساء داعش" يفرق بين النساء من الداخل، والآخريات من الخارج، وتنوع مهام النساء داخل التنظيم.
خلال الحلقة؛ تطرح موسى السؤال وتناقشه مع ضيوف الحلقة؛ من بغداد السيد/ فاضل أبو رغيف الخبير المختص بشؤون الإرهاب، ومن بغداد أيضًا، السيد/ مصطفى سعدون مدير ومؤسس المرصد العراقي لحقوق الإنسان، ومن تكساس السيد/ مراد إسماعيل الناشط الأيزيدي من العراق، والذي شارك في تأسيس منظمة "يزدة" غير الحكومية لمساعدة الأيزيدين في العراق. وتبدأ جنان مع إسماعيل، والذي يرى أنه من المغالطة وسم هؤلاء النساء بالضحايا، إذ انضمت تلك النساء بوعي كامل إلى التنظيم، بل وشاركن في حوادث إرهابية، مع التنبيه على وضع المرأة الأجنبية التي قدمت بنفسها، يجب معاملتها كرجل من رجال داعش، لكن هناك عراقيات تم إجبارهن على الانضمام، ويجب التفريق بينهما. بينما قسَّم أبو رغيف نساء داعش إلى 3 فئات؛ الأولى: اللائي انضممن برغبتهم طواعية، والفئة الثانية: اللاتي غُسِلت أدمغتهن، أو تعرضن لهزيمة نفسية، والفئة الثالثة: التحقن بالتنظيم دون أي انتماء، وأشار إلى أن القانون رقم 4 إرهاب في الدستور العراقي يساوي بينهن جميعًا. بينما جعل سعدون نساء داعش نوعين، وهن ضحايا مجبرات صادف زواجهن لأزواج انتمين بعدها إلى داعش، لكنهن لم يشتركن في أعمال إرهابية، وصنف آخر؛ أجنبيات جئن بوعي كامل للانضمام إلى داعش والمشاركة في القتال، ورأى أن غالب العراقيات يمكن اعتبارهن من الضحايا. وفي نهاية الفقرة؛ عرضت الحلقة تقريرًا بالأرقام حول نساء داعش وتوزيعهن ومن أين جئن وإلى أين انتهين.
في الجزء التالي؛ تحدث إسماعيل عن انضمام كثيرين في العراق بالآلاف من أبناء العشائر انضموا إلى داعش لتغيير النظام مثل التُركمان وغيرهم، وأغلب نساء داعش هنا شاركوا مع الأزواج في الجرائم أو غطوا على الجرائم، إلى جانب عدد قليل منهن ساعدن النساء الأيزيديات، وهذا لا ينفي وجود الجريمة من الأساس. واستطرد أبو رغيف أنه لا يمكن إعفاء الجنود الدواعش الذين ينفذون جرائم القادة، وهؤلاء تزوجن في غالبهم بنساء يحملن الآن ضغائن تجاه العالم مثل هؤلاء الموجودات في مخيم الهول بسوريا شاركن في المساعدة اللوجستية، وجرائمهن كانت ضد الإنسانية كلها، وأشار إلى أن كل قنوات الأخبار وتجربته الشخصية كانت كل النساء برمتها يتحدثن بلغة داعش ولم يثنيهن الاعتقال، مما يدل على قدرة التنظيم على الاستقطاب، ودلل على أكثر من 50 ألف موجودين في مخيم الهول بينهم آلاف النساء كقنابل موقوتة خاصة الأجنبيات من أوربا خاصة فرنسا وكذلك العربيات من تونس وغيرهن، وكلهن لم يتراجعن عن عقيدتهن بعد سقوط دولة التمكين. وحكى سعدون من جديد عن الخلط الواقع بين زوجات نساء داعش وبين نساء ومقاتلات داعش خاصة القادمات من الخارج، وجُلهن في مخيم الهول، والذي يمكن التعاطف مع أطفالهن لكن لا يمكن التعاطف مع هؤلاء المقاتلات بأي شكل من الأشكال، مشيرًا إلى أن وجود الاطفال بصحبتهن في المخيمات يمثل رعاية لأجيال تالية من الإرهابيين، وهو ما يجب أن تنتبه له حكومات الدول خاصة العراق، فالعداء لديهن ليس مع العراق فقط إنما مع الجميع، وهو ما يجب الانتباه له مستقبلاً، مضيفًا ضرورة النظر إلى الأطفال في تلك المخيمات والذين صاروا بذرة حقيقية لأي تنظيم مستقبلي، وإهمال الحكومات لهؤلاء الأطفال بمثابة إعداد إرهابيين مستقبليين.
في نهاية الحلقة؛ عبَّر مراد عن الخطر الحقيقي في العراق في دولة ما بعد داعش، مشيرًا إلى الكثيرات من النساء الأيزيديات اللائي تحت سيطرة نساء داعشيات حتى الآن، وأبدى تخوفه من تكرار ما حدث في 2014 في سنجار، وهو ما يحول الأيزيديين إلى مواطنين مرعوبين من عودة التنظيم، وأكد على ضرورة تعاون المجتمع الدولي مع الحكومة العراقية للتحقيق مع كل النساء ممن انتمين إلى داعش، مع وضع برامج للبريئات والأطفال لحمايتهن من الفكر الداعشي. وتابع أبو رغيف حديثه عن ضرورة الجهد الأممي لإعادة التأهيل عبر تحقيقات معمقة مع هؤلاء، مطالبًا بضرورة مساعدة الأمم المتحدة للعراق والتعاون معها بشكل واضح، وكذلك ضرورة توفير النفقات المالية للقضاء العراقي والأجهزة التحقيقية، وإلا سيتسرب هؤلاء إلى العالم كله. وقدم سعدون حلاً يتمثل بضرورة وجود قضاء عادل وشفاف يراعي كافة الظروف خاصة الأطفال، وأن يكون هناك مشروع متكامل يتعاون فيه الجميع مع العراق، وألا يخضع لرغبات سياسية كبيرة.
للمزيد من تفاصيل الحلقة، تابعونا على منصة الآن.