تسابقت شركات التكنولوجيا العملاقة حول العالم تسابقًا محمومًا، لأجل الوصول عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين حول العالم، إلا أن التطبيق الصيني الأشهر عالميًا "تيك توك" بات يُشكل "صداعًا" كبيرًا لكثير من الأجهزة الحكومية في دول مختلفة حول العالم، تتهم التطبيق بالتجسس على البيانات الشخصية للمستخدمين، وإتاحة تلك البيانات للحكومة الصينية، وهو ما جعل العديد من الدول تحظر استخدام التطبيق على أراضيها مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، ومؤخرًا الهند التي قررت حظر التطبيق إلى جانب قرابة 208 من التطبيقات الصينية المشبوهة.
وتواجه إدارة الشركة التي تدير تطبيق "تيك توك" العديد من المشكلات في بلدان مختلفة، كان آخرها ما تسبب فيه التطبيق من وفاة طفلة إيطالية، فتحت على إثر ذلك النيابة الإيطالية تحقيقًا واسعًا ومتشددًا حول التطبيق، والذي يستخدمه أكثر من 2 مليار جهاز ذكي حول العالم، كما أشارت الحكومة الهندية إلى سرعة انتشار التطبيق الرهيبة، واعتبرته فيروسًا خفيًا يستهدف المراهقين، هذا إلى جانب التحذيرات التي أطلقها جهات أمنية فيدرالية أمريكية بشأن إمكانية تجسس "تيك توك" على بيانات أكثر من 100 مليون مستخدم داخل الولايات المتحدة، مما يُشكل خطرًا على الأمن القومي الأمريكي.
يُذكر أن مراقبين أمنيين وخبراء تكنولوجيا في بلدان عديدة حول العالم، حذورا من الشكل البريء والنمط العفوي الذي يبدو عليه التطبيق الصيني، إذ تعكس تطوراته المتلاحقة خطرًا يُشبه خطر الفيروسات الخفية، والتي لا يمكن إدراك آثارها الضارة والمُهلكة إلا بعد حدوث كارثة، ليتحول "تيك توك" إلى "بُعبع" عالمي يقض مضاجع أجهزة الأمن القومي في بلدان متفرقة.