يقولون بأن الحاجة أم الاختراع، ونظرًا لما سببه انتشار فيروس كورونا، وما فرضته الجائحة على العالم بأسره، خاصة إجراءات التباعد الاجتماعي، فقد بدأ التفكير في معالجة الآثار النفسية والاجتماعية التي يعانيها كثيرون جراء التباعد المفروض، وهو ما دفع إلى ظهور ما يُسمى "غرف العناق البلاستيكية" والتي اعتمدتها دور الرعاية للمسنين في بعض البلاد أشهرها إيطاليا.
كانت دور الرعاية للمسنين لجأت إلى غرف بلاستيكية يمكن نفخها بسهولة، يتحرك خلالها الأشخاص لأجل التواصل مع أحبائهم وذويهم خلال الأزمة مع ضمان عدم الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهو ما مكن العجائز من معانقة أحبائهم بعد التباعد الذي فرضه انتشار الفيروس، ولكن اشترطت الإدارات هناك في إيطاليا أن يتم الحجز المسبق لمثل تلك الزيارت على ألا تتجاوز الزيارة مدة 10 دقائق، وذلك لضمان السلامة للجميع داخل دور الرعاية.
يُذكر أن تلك الغرفة البلاستيكية تُشبه البدلة الواقية، والتي يتعين على الزائر قبلها أن يثبت خلوه من الفيروس، وأن يقوم بارتداء قناع واقٍ وكذلك قفازات، ثُم يقوم بنفخ الهيكل البلاستيكي والحركة فيه لأجل التمكن من احتضان العجائز من أقاربهم،وهو ما وصفه البعض بأنه "أمر رائع"، وذلك بعد تطبيق هذا الإجراء في إحدى دور الرعاية التي منعت الزيارات عن الدار لأسابيع طويلة، تفاديًا لانتشار العدوى بين النزلاء، خاصة أن إيطاليا كانت واحدة من مراكز وبؤر انتشار الفيروس في أوربا خلال موجته الأولى، والتي حصدت آلاف الضحايا خاصة من كبار السن.