ظلت المواهب سمة فريدة تميز أصحابها، وتأخذهم إلى مصاف النجباء، وحكى التاريخ عن كثيرين كانت مواهبهم طوق نجاة في حيواتهم المختلفة، رفعت البعض إلى عنان السماء، وجعلت آخرين أيقونات في المجالات المختلفة؛ خاصة الأدب والفن والثقافة، إلا أنه ومع التقدم الواسع والمتلاحق في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بات هؤلاء الموهوبون في المجال الأدبي والثقافي عُرضة للمنافسة على ما يبدو، بعد تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لبرنامج يمكنه أن يؤلف الأغاني والأشعار، مثلما حدث تطبيقًا على نص إحدى أشهر المسرحيات "هاميلتون" التي عُرضت في مسرح برودواي عام 2016.
كان برنامج الذكاء الاصطناعي والذي استعان به أحد طلاب جامعة تشابمان بكاليفورنيا، ويُدعى "إيليس فيس" قدم نموذجًا للتعلم الآلي، أُطلق عليه اسم "Calamity AI"، تمَّ تغذيته ببيانات نصية بلغت 45 تيرابايت، استطاع تتبع جملة نصية واحدة قام بإدخالها الطالب الجامعي، ليتتبعها برنامج الذكاء الاصطناعي في بناء وكتابة نص أدبي لأغنية تتألف من 4 مقاطع كاملة، تتناسب مع العرض المسرحي المرافق.
يُذكر أنه وبعد محاولات متعددة أخطأ فيها النظام، حين قام بإدخال بعض العبارات العشوائية في نص الأغنية مثل "هيلاري عشيقته الجديدة"، استطاع في النهاية كتابة الأغنية والتي ربطت بين الأحداث وشخصيات المسرحية بشكل مناسب، في سابقة فريدة للذكاء الاصطناعي، والتي حاكت أغنيته أحداث وشخصيات المسرحية، معلنة بذلك عن تهديد حقيقي وجديد يمثله الذكاء الاصطناعي للموهوبين في واحد من المجالات التي ظنت البشرية أنه سيظل بعيدًا عن تدخلات التكنولوجيا، وإيذانًا ببدء تلاشي الحدّ الفاصل بين الآلة والإنسان.