نتابع مع برنامج "مش معقول" في هذه الحلقة، وعبر الكوميديا اللاذعة، إلى طبيعة العلاقات القائمة بين الصين وتايوان، لنكتشف ما لم يكن في الحسبان أو التوقع عن الممارسات الصينية شديدة العداوة والغرابة.
تشبه تلك العلاقة ما يحدث بين المطربين وشركات الإنتاج، إذ يود المطرب أن يظل حرًا بموهبته وإبداعه بينما شركات الإنتاج تحاول بكل قوة السيطرة على المطرب، وهو تمامًا ما يُشبه علاقة تايوان بالصين، إذ تسعى الصين للسيطرة على تايوان وإحكام السيطرة عليها، فمنذ سقوط الحكم الإمبراطوري في الصين عام 1912، ومجيء الحزب الشيوعي الصيني الذي بدأ في تحالف مع الحزب الوطني الصيني، وحدث بينهما ما يُشبه التزواج، إلى أن حدثت الخيانة بينهما وغدر الحزب الوطني الصيني بالحزب الشيوعي، ففي عام 1936 كانت الحرب الأهلية بين الحزبين في أوجها، والتي انتهت بانتقام الحزب الشيوعي الصيني من الحزب المعادي له.
لم يقف الحزب الشيوعي الصيني عند هذا الحد، إنما اكتسح كل شيء في الصين، ففي العام 1949 أعلن عن فوز الشيوعيين من بيجنغ، وتم إذلال أعضاء الحزب الوطني وإرسالهم إلى جزيرة تايوان والتي تعني مدينة المغتربين، لتصبح بمرور الوقت تايوان مستقلة، لكنها أعلنت نفسها كدولة مستقلة، وهو ما جعل الحزب الوطني الصيني يطلق عليها "تايوان الصين"، وبدات الانقسامات بين القوتين.
وقعت تايوان الوليدة اتفاقيات دفاع مع الولايات المتحدة الأمريكية، بينما اتجهت حكومة الصين الشيوعية نحو الاتحاد السوفيتي، في محاولات متعددة لاستعادة تايون إلى كنف الصين الأم. وحين لم تفلح كل تلك المحاولات قررت الصين الدخول عبر المبادرات الصينية والتي رفضتها تايوان عبر مبادرة اللاءات الثلاثة "لا اتصال لا تراجع لا استسلام"، ولكن الصين على الدوام يتحرش بتايوان، خشية أن تلعم التجربة التايونية غيرها من الأقاليم الصينية، خاصة بعد مساحة الحريات الممنوحة للمواطنين في تايوان والتي لا يمكن للمواطن الصيني أن يتمتع بها.
وجاءت تصريحات الرئيس الصيني في العام 2019 تهدد باستخدام القوة وتؤكد على احتفاظ الصين بكافة الخيارات في إطار عداوتها مع الصين، وقرر الصين نشر قواته البحرية في المضيق بينهما البالغ طوله 160 كم، في محاولات واستفزازات لتايوان والسعي وراء فكرة ضمها مرة أخرى.