حفرت المرأة اللبنانية اسمها بأحرف من نور ومداد من الفخر والاعتزاز على مر تاريخ لبنان، وهو ما جعل المرأة اللبنانية نموذجا يحتذى به في كل القطاعات، حيث أثبتت أنها قادرة على الوفاء بكل واجباتها التي تضطلع بها في حماية أسرتها، وفي دورها الملموس داخل مجتمعها في كافة القطاعات التي تعمل بها، لتؤكد أن المرأة اللبنانية خاصة والعربية بوجه عام يمكنها أن تتفوق على الرجل كثيرا إذا ما أتيحت الفرصة أمامها وتساوت ظروف العمل.
لا يعرف الرجال أن المرأة بشكل عام نصف رجل، وهنا لا نتحدث عن الخشونة لكن نتحدث عن الصبر والعمل وتحمل الضغوط، لكن المرأة اللبنانية التي خاضت تجربة الحرب الأهلية، وواجهة فسادا سياسيا غير مسبوق، ضرب قطاعات الحياة في لبنان كلها، والتي كان آخر نتائجها الآثار الكارثية لانفجار مرفأ بيروت، إلا أنها قامت من الصدمة، تنفض عنها غبار فساد الساسة والخونة، وأبت إلا الصمود في وجه الأزمات، وهو ما عبرت به فنانة لبنانية في واحد من أحدث أعمالها والتي جسدت فيه امرأة في مواجهة العاصفة والفساد، وصنعته من بقايا انفجار بيروت.
يذكر أن بيروت تعرضت قبل أكثر من مائة يوم إلى انفجار ضخم في مرفأ بيروت، وسبب دمارا كبيرا وعشرات القتلي والجرحى، لتعيش البلاد أزمة جديدة فوق أزماتها الحالية التي يدفع ثمنها المواطن اللبناني البسيط، إضافة إلى أزمة كورونا، لكن بقت المرأة اللبنانية رمزا للصمود والمواجهة وبقى الرهان على قوتها وما يمكن أن تضطلع به كرمانة ميزان في لبنان كله. وهو ما يلهم كثيرات من نساء العالم العربي ممن رأت أن المرأة اللبنانية قدوة ونبراس نور على طريق حرية المرأة والمساواة.