تستمر معاناة الإنسان باستمرار أسبابها، لذلك من الذكاء أن نتعرف إلى الأسباب لعلاج كل مشكلة نواجهها تسبب لنا المعاناة في الحياة، ومن تلك المشاكل معاناة الكثيرين مع مرض الاكتئاب، لكن هل فكرت يومًا أنك تحمل بين يديك واحدًا من أكثر الأسباب التي تدفعك نحو الاكتئاب؟ نعم؛ بين يديك الآن وأنت تطالع هذا المقال، إنه جوالك، هاتفك الذكي. فهل فكرت يومًا في العلاقة بين الاكتئاب والهاتف الذكي؟ دعنا نقرب الصورة إليلك قليلاً، وتأكد أن الأمر سيساعدك.
ندرك أن الهاتف الذكي صار ضرورة من ضروريات التواصل مع العالم من حولنا، لكنه في حالات كثيرة يتحول من مجرد هاتف إلى واحد من أشرس أنواع الإدمان حول العالم، ويلاقي صاحبه صعوبة في التخلي عن استخدامه، بعد أن تعوّد عليه، ومن دون أن يدري، تتأثر الصحة العامة للإنسان بشكل سلبي على إثر هذا الإدمان للهاتف الذكي، إذ لا تتوقف آثار الهاتف الذكي السلبية على صحة الإنسان عضويًا وفقط، إنما تتأثر حالته النفسية والمزاجية كذلك، وهنا لسنا ضد استخدام الهاتف الذكي، لكننا ندفع بك بعيدًا عن الوقوع فريسة لإدمانه.
تناولت دراسة إسترالية جديدة الأمر من منظور مختلف تمامًا، ربما لم يخطر على بال البعض، أو لم ينتبه إليه، ففي هذه الدراسة قام الباحثون بدراسة التأثيرات الناتجة عن الصلة بين إدمان الهاتف والنشاط البدني أولاً، وقد خلصت النتائج إلى أن الاستخدام المفرط للهاتف الذكي، يؤثر سلبيًا على الأنشطة البدنية لصاحبه، إذ أصبح الناس يشغلون معظم أوقات فراغهم باستخدام هواتفهم الذكية بديلاً عن ممارسة التمارين الرياضية، والتي تعد واحدًا من أهم مقاومات الدخول في موجات الاكتئاب.
واكتشفت الدراسة أيضًا؛ أن ممارسة الرياضة تُعد عاملاً أساسيًا في الوقاية من مرض العصر الحديث، مرض الاكتئاب، والذي يقع ضحيته الملايين حول العالم دون الانتباه لتفاديه، ونصحت الدراسة بضرورة الابتعاد قليلاً عن الهواتف الذكية، والحد من استخدامها المفرط طوال الوقت، وضرورة قضاء وقت أطول مع ممارسة التمارين الرياضية حفاظُا على صحة الإنسان البدنية والنفسية، وهو ما يجدد الحيوية والشغف في الحياة بعيدًا عن الاكتئاب.
الآن؛ كل ما عليك، أن تغلق هاتفك، وتستعد لممارسة بعض التمارين الرياضية، واجعلها عادتك اليومية المفضلة.