نجحت القطط كأول الحيوانات التي تكيفت مع الحياة وسط التجمعات البشرية، حتى أنها صارت مستأنسة بشكل كبير داخل جميع المجتمعات عبر سلالات كثيرة على مرّ التاريخ، إلى الدرجة التي وصلت إلى حدّ التقديس كما في الحضارة المصرية الفرعونية القديمة، لتحوم حولها هالات من الأقاويل عن التأثير الإيجابي لصوت مواء القطط وأصواتها الخاصة التي تصدرها، على صحة الإنسان وشعوره بالسعادة. فإن كنت أحد محبي القطط أو ممن يحبون تربيتها، ففيما يلي بعض ما يدعم موقفك الإيجابي من القطط، وربما يزيدك تمسكًا بقطك الأليف.
ارتبطت حقيقة امتلاك قطة منذ فترة طويلة بانخفاض ضغط الدم وخطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية - على سبيل المثال ، في دراسة نُشرت في عام 2009 ، إذ خلص رأي جمعية القلب الأمريكية في عام 2013 إلى أن امتلاك حيوان أليف (قطة أو كلب) يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وعلى صعيد الصحة العقلية ، تشير دراسة نُشرت عام 1981 إلى أن الحيوانات الأليفة تساعد كبار السن على الشعور بالتحسن عندما يكونون حزينين. وقد تم استعمال القطط في برامج علاج منذ القديم في اليابان ، إذ تتيح "حانات القطط" للعملاء الاسترخاء مع الشاي أثناء مداعبة الحيوانات. وكان موقع "كيبيك أون شاف" العلمي الكندي، وعبر دراساته أكد أن هذه المعلومات لم تجد دعمًا في مراجع علمية أخرى إلى حدود الساعة. كما لم تجرَ أي دراسات بمعايير علمية صارمة تؤكد أن أصوات القطط لها انعكاس إيجابي على الصحة العقلية لرفاقها من البشر.
وجاء في تقرير تقرير نشرته وكالة العلوم Agence Science Pressمعتمدة على مقابلة مع الطبيب البيطري الفرنسي جان إيف غوشيت من تولوز الفرنسية، الذي يعمل على تقديم علاجات نفسية في فرنسا باعتماد صوت القطط في العلاج، أن أن القطط تصدر أصواتًا منخفضة التردد، بين 20 و50 هرتز، والتي تتلقاها الأعصاب الموجودة تحت جلدنا. تقوم هذه المستقبلات بعد ذلك بنقل الشعور بالمتعة إلى الدماغ، مما يدفعه إلى إطلاق "هرمونات السعادة (الإندورفين، السيروتونين، الدوبامين) "، فعندما عندما يُصدر القط صوت المواء، تصدر عنه كذلك اهتزازات صوتية "مهدئة" تعمل "كدواء للبشر بدون آثار جانبية"، بحسب ما أكده الطبيب البيطري. كما أضافت الوكالة أن أصوات القطط الخاصة تلك إلى جانب المواء لا تصدرها إلا عند إحساسها بمشاعر قوية، سواء كانت مشاعر سلبية أو إيجابية. هذه الأحاسيس تسمح بحصول الاهتزاز الذي يدفع للشعور بالهدوء وطمأنة من يستقبله من غيرها من القطط، مثل أن تشعر بها صغار تلك القطة المصدرة للصوت مثلا. وأكد جان إيف غوشيه أن التأثير المطمئن سيكون نفسه بالنسبة للبشر. ويبني أقواله حسب ما نشرته وكالة العلوم على أساس الشهادات التي يقول إنه جمعها خلال بحثه حول الموضوع قبل أن يطوره ليصبح مشروعه.
وكانت صحيفة "فيرونيك آياتش" الصحفية الفرنسية المتخصصة في الصحة نشرت أنه وبحسب دراسة أمريكية أجريت في الستينيات من القرن الماضي وصلت إلى أنه مع إصابة مماثلة، يتعافى القط أسرع من حيوان آخر بفضل الأصوات التي يصدرها. وتؤكد الصحفية، حسب وكالة العلوم، أن الاهتزازات المنبعثة من هذه الأصوات استعملها المعالجون الفيزيائيون لتسريع التئام العظام المتضررة لدى البشر.