ناقشت ديانا فاخوري في حلقة هذا الأسبوع بالأزمة التي سببها فيروس كورونا على الوضع اللبناني المنهك بالأساس، خاصة بعد عزل أكثر من 169 منطقة، وسط صرخات واعتراضات البعض، والخوف من تحول لبنان إلى النموذج الإسباني، ولكن مع تدهور في الوضع الصحي اللبناني، تزامن معه أزمة كبيرة في الأدوية، فصارت المشكلة الصحية أكبر وأكبر في لبنان.
في الجزء الأول من الحلقة؛
ناقشت القضية مع ديانا فاخوري ضيفتا البرنامج الدكتورة بترا خوري، مستشارة رئيس الحكومة اللبنانية، والدكتورة منى نصر شاهين، وهي صاحبة صيدلية، وأكدت
أن جميع لبنان تتحمل المسؤولية، وهو ما واجه صعوبة حين تطبيق الإجراءات خاصة التي تقتضي من السكان تغيير العادات واتباع إجراءات معينية وتدابير متشددة، وهو ما ساعد على انتشار الفيروس، مما يهدد بالإغلاق التام، والذي رآه البعض أمرًا شديد الوطأة في ظل الركود الاقتصادي الحالي، لذلك يجب أن يتخذ لبنان الأمور بجدية وأن يتحمل الجميع مسؤوليته خاصة بعد الأخطاء التي ظهرت حين التعداد، والتي كانت غير حقيقة، وهو أمر يخص السكان، والذين يتوجب عليهم تقديم معلومات دقيقة وعدم تسجيل البيانات، ولذلك لا بد على لبنان أن تقوم بالإغلاق ثم أخذ المسح، وذلك لاكتشاف الحالات الإيجابية، وحصر المرض، وهو ما يسببه تحرك السكان من مكان إلى آخر إلى جانب تدقيق أصحاب الأعمال على حضور الجميع، مما يتسبب في حضور الكثيرين ممن يحملون الفيروس دون الانتباه، ويقومون بنشر الوباء. وأكدت أنه حين تنتشر النسب الحقيقة للإصابات يجب أن نجرى الفحوصات، وأكدت أنه حتى الآن لن تتجه لبنان نحو الإغلاق التام، لكن ذلك مرهون بتحمل القطاع الصحي، وأعربت عن خشيتها الوصول إلى الحالة الإيطالية أو الإسبانية.
وفي الجزء الثاني؛
تحدثت د. منى شاهين حول أزمة الدواء واعتبرتها أزمة غير مسبوقة وأثرت بشكل مباشر على المواطن وعلى الصيدليات، وأكدت أن الأزمة الاقتصادية وأسعار الدولار هي أهم سبب في تشكل الأزمة، وذلك لأن المستوردين لا يعطون النسبة الكاملة للأدوية، وذلك بعد خروج الإشاعات برفع الدعم عن الأدوية، وهو ما دعا الكثيرين لتجميع وتخزين الأدوية. وقالت بأن الحكومة وحدها من يمكنها تحديد ذلك بالاحتكار، ثم أشارت إلى موجات التهريب للأدوية، وبسبب الكورونا توقف كثير من المؤسسات المانحة للأدوية توقفت عن ذلك بسبب الحاجة في علاج تركيا، وهو ما ضغط على القطاع الصحي خاصة في المستوصفات، وأشارت إلى أن الجيش ساعد في توفير الأدوية في خلال الأزمة قدر الإمكان، وأشارت أنه مع هذه الأزمة كان لا بد من الحفاظ على مخزون الأدوية والاضطرار إلى تحري وصفات الطبيب قبل صرف الدواء، وهو ما جعل الصيدليات تعجز عن تلبية حاجات المواطنين الدائمة. وتحدثت عن وجود مشكلة بين الموردين وبنك لبنان والحكومة التي لا تنتبه إلى دعم هؤلاء، وهو ما أدى إلى إغلاق الكثير من مكاتب الوكلاء والموزعين بعد قرار وقف الدعم من بنك لبنان بسبب الوضع المالي الحالي الذ ي أثر على خطط شراء الأدوية بعد ارتفاع أسعارها، وأكدت شاهين على أنه كان هناك تدافع حول تخزين الدواء في وبدأت أزمته منذ يونيو واستمرت حتى الآن. وقالت بأنها وزملاءها فعلوا مجموعة على الواتس آب للتضامن والمساعدة في توفير الدوراء للمرضى والزبائن على مستوى المحافظة. وأشارت إلى مشكلة الأدوية البديلة التي يرفضها المرضى، وكذلك لا يدعمها القانون اللبناني.
وفي الجزء الأخير؛
استمر الحوار حول الأزمة، وتحدثت د. بتراء حول لقاح الكورونا، وقالت إنه من الواقع لن نحصل على المصل قبل منتصف 2021، لأن الكثير من الشركات والأبحاث توقفت، لكن إن تواجد قبل نهاية العام، فإننا أمام مشكلة وهي طلب الدول على المصل، خاصة أن هناك دول تنتظر بها ملايين الإصابات، ولذلك لن يصل إلى لبنان قبل منتصف العام، وأنه لا فرار من مناعة القطيع التي ربما تضطر لبنان إليها، بل والعالم كله، وهو ما يمثل تحديًا للعالم، خاصة إذا لم تساند الدول الكبرى دول العالم الثالث، وإنه يجب الانتباه إلى تحورات الفيروس وتطوره، وهو ما قد يكون مشكلة أمام اللقاح، ولذلك تعمل الشركات على ذلك واحتمال التطور في الفيروس وتحوره.
وعادت د. شاهين للتاكيد على أن لبنان في حاجة إلى فك الحظر على الموردين، لأن لبنان ستحتاج لقاحات كثيرة جدًا، ونوهت إلى أنه حتى الىن يوجد عجز في اللقاحات الأخرى للانفلونزا، ولذلك يجب أن تنتبه الحكومة إلى حجز كميات كبيرة توفر المصل في الصيدليات. وطمانت د. بتراء إلا أنه لا خوف على القطاع الدوائي في لبنان لأن المسؤولين عن القطاع متخصصون، ولكن مع الصعوبة سيمكنهم تخطي الأزمة، ولكن الأزمة الحقيقية هي عدد الأسرة التي تهدد بضغط هائل على القطاع الصحي الذي صار منهكًا.
كما أكدت د. شاهين على ضرورة الانتباه للحلول الاستباقية التي يجب أن يضعها الميؤلون في اعتبارهم مع ضرورة تفاهمهم وتعاونهم عبر النوايا الحسنة تجاه أزمات لبنان، وكذلك يجب أن نعمل على ترشيد استهلاك الدواء والتوعية بذلك لدى الجميع، ودعم الصناعة المحلية للأدوية. بينما أكدت د. بتراء بضرورة إبعاد الخلافات وتغيير الأولويات، وتقديم أولوية المجتمع على كافة الأولويات للخلاص من كل الأزمات كطريق وحيد أمام لبنان.