تتجلى وطنية الإنسان في الأوقات العصيبة التي يمر بها الوطن، أو في المواقف المشرفة الداعمة للوطن وقناعاته، وهو ما ينقل دائمًا خلافات السياسة إلى المستوى الشعبوي، والذي يأخذ صورًا عديدة، من أشهرها حملا المقاطعة للمنتجات، والتي تحقق نجاحًا اقتصاديًا وسياسيًا، ويُسجل في التاريخ بحروف من نور.
كانت حملة مقاطعة المنتجات التركية في الخليج العربي، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بدأت من السعودية، لتلقى دعمًا عربيًا واسعًا على مستوى الخليج العربي والمنطقة العربية، ليتصدر وسم مقاطعة المنتجات التركية ترندات السوشيال ميديا على مدار الأيام الثلاثة الماضية، ويزداد قوة ليصل إلى الترند الثالث على مستوى العالم، وذلك بعد مشاركة الآلاف للهاشتاج.
يُذكر أن تلك الحملة لاقت رواجًا كبيرًا على أرض الواقع، لينتقل الوسم من العالم الافتراضي إلى ساحات الأسواق والمحلات في المملكة العربية السعودية، وراحت كثير من المحلات الكبيرة تتبع سياسة المقاطعة، معلنة أنها لن تتعامل بأي شكل مع منتوجات أو بضائع تمّ صناعتها في تركيا أو قدومها منها، وتتابعت على السوشيال ميديا صور تتداول اللافتات التي علقتها المحلات التجارية إعلانًا عن ذلك.
هذا؛ ولم تتوقف تلك الحملة في السعودية، بل انتشرت في دول عربية عديدة، لتبدأ ردها الشعبي على تصريحات الرئيس التركي المسيئة للدول العربية، فانضمت دول خليجية، وأخرى عربية، داعمة للمقاطعة كان آخرها المملكة المغربية، ويجيء ذلك بعد سنوات من إغراق الأسواق العربية بالبضائع التركية.