يأمل كثيرون بالراحة، بعد معاناتهم جراء الضغوط اليومية المتزايدة داخل العمل أو في الأسرة، والتي تتسبب في كثير من حالات الشعور بالإرهاق الشديد، والذي يصبح ضيق التنفس وتسارع عدد ضربات القلب دليلاً عليه، وسط مخاوف من تطور ذلك الضغط إلى أمراض مزمنة تستدعي متابعة علاجات طبية متخصصة.
وحدد العلماء أمرًا واحدًا لضمان تلافي كل هذا الضغط والإرهاق هو الاسترخاء (الراحة)، ونصحوا بشدة بضرورة الحصول على "إجازة مريحة"، ووضعوا مجموعة من النصائح العلمية والطبية لأجل ذلك، وينبغي على الإنسان تتبع تلك النصائح لضمان السلامة الجسدية والنفسية وتحقيق "الراحة" المنشودة. فما تلك النصائح؟
1- يجيء الاسترخاء كأول نصيحة يجب اتباعها؛ أي ببساطة عدم فعل أي شيء، وكذلك عدم التفكير في العمل، لأن التفكير في الأعمال غير المنجزة المتعلقة بالعمل، تمنع بلوغ الراحة.
2- حرية التفكير أو التحرر من التفكير؛ فمن المعروف علميًا أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الحب) مضاد التوتر، إذ إن احتضان الآخر يجلب الاسترخاء.
3- التقارب والترابط؛ فمن الواجب دائمًا أن نحيط أنفسنا بأشخاص قريبين ومحببين وأن نعبر دومًا عن ترابطنا معهم والعكس.
4- تقسيم الوقت بحرية أو علمية أو ما يُعرف باسم (حرية القرار).
5- خلق التحدي؛ يُعد عنصرًا أساسيًا للراحة، فالاستلقاء في الشمس أمام البحر لا يؤدي إلى الاسترخاء حسب الشائع، بينما الخروج من حيز النمط اليومي المعتاد وخلق تحدٍ جديد يعزز الثقة بالنفس يُساعد كثيرًا في الاسترخاء.
6- الجدوى؛ وذلك أن يقوم الإنسان بعمل شيء مفيد لذاته أو لمن حوله، ويُعد ذلك عنصرًا أساسيًا لتحقيق الراحة.
وذكرت الدراسات أن الاسترخاء يقلل حالات الوفاة لمرضى القلب، والأوعية الدموية، ويُساعد على خفض الوزن، ومستويات الكوليسترول، وأنه عند انتهاء الإجازة تعود هرمونات التوتر للارتفاع من جديد، وبعد 4 أسابيع على أقصى تقدير تتبدد حالة الاسترخاء بشكل كلي، ويبدأ فقدان القدرة على التركيز وينقلب المزاج، والصحة تعود إلى الحالة الأولية، وطول الإجازة أو قصرها لا يهم في ذلك، إنما الأهم نيلها والاسترخاء فيها.