ناقشت ديانا فاخوري في حلقة هذا الأسبوع من برنامج نون، قضية (العليم عن بعد) والتي طبقتها لبنان بعد تفشي جائحة كورونا، والذي فرض نفسه كنهج جديد في لبنان، وللأسف ثبت فشله، مما اضطر لبنان إلى التعليم المدمج، فهل ينجح بعد انطلاقة متعثرة للعام الجديد 2020/2021، واستضافت الدكتورة نسرين ضناوي مديرة العلاقات العامة في جامعة العزم، و رانيا زيادة أشقر والمختصة في الأدب الفرنسي والعلوم التربوية الإعلامية.
في الجزء الأول؛
تحدثت رانيا الأشقر عن الوقت الضايع وأوضحت أن النظام التعليمي في لبنان لم يكن جاهزًا للتعليم عن بعد، وهو ما تسبب في ضياع الوقت، واتخفاض مستوى المتحصل لدى الطلاب خاصة التلاميذ الصغار، وأن هذا العام يعتبر عامًا ضائعًا في نصفه الدراسي الثاني. وأكدت الدكتورة نسرين ضناوي أن التعليم عن بعد فشل فشلاً ذريعًا في لبنان، وإلا ما كانت التربية والتعليم أعطت الجميع إفادات وليست شهادات، حتى أن الوزير اضطر للاعتراف بالشهادات والكورسات "أون لاين" تحت أثر ذلك، علمًا أنه تم تدريس أقل من 50% من المنهج، وهو ما يؤكد الفشل لهذا النظام.
أضافت الأشقر أن الحديث في التعليم المفتوح كان حول الطلاب العاديين دون الانتباه للطلاب المتعثرين أو الذين يعانون من مشكلا تعليمية، لكن الأولاد لحق بهم ضرر آخر بعيد عن ذلك هو الضرر الاجتماعي الناتج عن عدم التواصل مع أقرانهم، وهو ما يراكم أعباء جديدة غير دراسية على الطلاب.
وحول مفهوم التعليم المدمج أوضحت دكتورة نسرين ضناوي، أن التعليم المدمج يجب قبله أن نفهم الفرق بين تطبيقه في الجامعات وبين تطبيقه في المدارس، إلا أنه في الحالتين توجد ضبابية في الصورة، وسط عدم جهوزية تامة، ومع نقص المساعدات المقدمة في القطاع التعليمي، وأضافت رانيا أشقر أن ضعف الإمكانيات والتفاوت كبير بين المدارس الرسمية والمدارس الخاصة وفي المناطق المختلفة، وهذه ضرورة يجب الانتباه لها.
وفي الجزء الثاني؛
أوضحت دكتورة نسرين أن التعليم المدمج تعليم يتم تقسيم الطلاب فيه إلى قسمين بعضهم بالبيت وبعضهم بالفصل، وفعليًا يكون المدرس مع المجموعتين في نفس الوقت، وأكدت أن هذا النوع لم يطبق في أي بلد، وأن أولاد لبنان لم يتدربوا على ذلك النوع من التعليم، وأضافت إلى عدم جهوزية الخدمات اللازمة للاتصال والإنترنت مما ينذر بفشل التجربة خاصة أن الأولاد يعانون تمامًا مع انقطاع الإنترنت.
وتحدثت أشقر عن أن التجربة صعبة خاصة مع الأطفال الصغار الذين لا يمكن السيطرة عليهم، وأكدت على تعثر البداية للعام الجديد، وليس فقط في المدارس الرسمية إنما وصل الأمر إلى المدارس الخاصة، وأكدت أن الآباء مجبورون على الإفادة لأولادهم وتشجيع مهاراتهم مثل التركيز والتعلم ولو كانت النسبة 20% فلا مانع، المهم ألا تتوقف مهارات الطلاب.
وأكدت دكتورة نسرين أن هناك ثغرات في النظام خاصة إنه لا يوجد معيار لحساب النجاح، والأمر مختلف في الجامعة عن المدارس، خاصة مع وجود المواد التطبيقية التي تستلزم وجود الطالب في المدرسة، ولأن لبنان غير متحضر بالأساس في ذلك لا من تشريعات وقوانين ولا من خطط تربوية واجتماعية، وهو ما يؤكد فشل النظام، فمثلا خدمات الغنترنت في فصل مدته 30 دقيقة يتم انقطاع الإنترنت لمرتين أو ثلاث، ويُضاف إليه أن الأولاد غير متعودين على ذلك، وأضافت ان النظام يغفل هل المدرس معد لذلك وكذلك المناهج هل هي معدة للتعليم عن بعد؟
وعادت أشقر توضح لماذا نجح التعليم عن بعد بالخارج وفشل بلبنان، وأكدت أن الموضوع لا يتوقف على الخدمات فقط، إنما كذلك المناهج التي تحتوي على الحشو الزائد الذي فضحه التعليم عن بعد، وتمنت أشقر أن يتم تغيير كل ذلك وأن تكون المرحلة تلك مرحلة لتقييم الذات لعلاج تلك المشكلات والبرامج التربوية والطرق.
وقالت دكتورة نسرين أن الرهان هو على المواطن اللبناني، وتقع مسؤولية كبيرة على اللبنانيين خلال أزمة كورونا وتعاطيهم معها.
وفي الجزء الأخير،
تحدثت دكتورة نسرين أن التعليم اللبناني بخطر وأنه لكي يتم إنقاذه لا بد أن تقوم الوزارة بعمل خطة استثنائية، فإن كانت المدارس الخاصة اهتمت بطلابها فعلى المدرسة الرسمية أن تبحث عن كيف يمكن أن تساعد طلابها، خاصة فيما يتعلق بالوقاية الصحية ومواد تساعد المدرس، فالخطط المطروحة إجمالاً فاشلة جدًا. وأكدت أن الدور الذي تقوم به الأمهات في لبنان مهم للغاية، وتساءلت كيف يمكن اختصار أكثر من نصف المنهج بالأساس؟ فذلك إما كان حشوًا او خللاً في المناهج. واننا حتى الىن لا نعرف آلية لتسيير العام الدراسي خاصة لظروف كورونا، ولكن يجب أن ننتبه إلى أن الإفادات لن تفيد الطلاب خاصة الذين يلتحقون بالجامعة فهناك جامعات لا تقبل تلك الإفادات لأنها تؤكد أن التعلم لم يتم بنسبة 100%، في وجود إفادة ليس فيها درجات، وهو ما يربك الوضع مستقبلاً.
وأضافت أشقر أن مستقبل الأولاد في ظل تلك الظروف صعب ومن الضروري جدًا أن يعود التلاميذ والطلاب إلى المدارس والجامعات للتحصيل حتى ولو كان التحصيل 20%، وأنه لا مفر من التعليم المدمج، ويجب في خلال ذلك ألا نحمل الآباء فوق طاقاتهم، وإلا سوف يصبح مصير المدارس الرسمية مجهول، وهو ما ينذر بتفاوت كبير بين طلاب الجيل والواحد. وأكدت دكتورة نسرين أننا لا بد أن نفهم المشكلة الموجودة في التفاوت بين المدن والريف وكيف يمكن ان يوجد آباء لا يجيدون التعامل مع الإنترنت، مؤكدة أن الفارق كبير بين المدارس الخاصة والرسمية، وفي التعليم المدمج يجب أن توضع خطة لتوضيح وترتيب ذلك، وأكدت أن هناك تقصير من الوزارة فلا يوجد فيها أي خطة طواريء، ولا بد من تعديل القوانين فمثلا لا يوجد اعتراف بالتعليم "الأون لاين". وعادت الأشقر لتؤكد أننا يجب أن نضع خطط بديلة لأجل أولادنا وفي حالة عدم وجود تلك الخطط لا شك أننا نخاف على أولادنا.