تُقدم التكنولوجيا الحديثة كل يوم ما هو جديد للإنسان، لأجل أن تصير حياته أكثر رفاهية على ظهر الكوكب، ويلعب الذكاء الاصطناعي في ذلك دورًا كبيرًا، خاصة حين يتم تقديم خدمات تحتك مباشرة بالعنصر البشري داخل الأماكن المغلقة أو في الخارج، ولعل السيارات ذاتية القيادة هي واحدة من تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الأحدث في العالم في مجال السيارات والتنقل.
وتعتمد السيارة ذاتية القيادة على حواسها وتتحكم في سيرها بنفسها، وحاليًا وخلال تجارب تطويرها تتعرف السيارة ذاتية القيادة على البشر من حولها بواسطة مستشعرات مثبتة على هيكلها، لكنها تتعرف إلى البشر بوصفهم أجساد متحركة فقط، ولا يمكن لمنظومة الذكاء الاصطناعي في السيارة حساب قائمة السلوك غير المتوقع من البشر أثناء عبورهم الشوارع، إذ يُمثل الراجلون وراكبو الدرجات أكبر التحديات للذكاء الاصطناعي داخل السيارة، وعلى أنظمته أن تتعلم كيفية التنبؤ بسلوكياتهم خلال السير في الشارع أو عبوره، وهو أمر غاية في الصعوبة.
وتعمد شركة هيومن آيزين البريطانية لتصنيع السيارات على تطوير نماذج للسلوك في حركة البشر عند المرور، كما أنه من المهم أن يتعلم المارة التعامل مع السيارات ذاتية القيادة، فمثلاً السيارة لا يمكنها ترجمة إشارات اليد، وهو ما يتطلب تزويد السيارة بتكنولوجيا وخوارزميات في واجهتها الأمامية لفهم ذلك، خاصة باعتبار اختلاف الثقافات للبشر حول العالم وسلوكيات المارة.
في النهاية نطرح السؤال: هل يأتي اليوم الذي تلغي فيه السيارات ذاتية القيادة رخص قيادتنا للسيارات والمركبات على الطرق؟