"لا تكذب"؛ الوصية الأبرز في كل الكتب المقدسة وفي مأثورات الحضارات العظيمة القديمة، إلا أن بعض البشر يلجأ إلى الكذب دون انتباه إلى أنه يشكل واحدًا من أهم مسببات الاكتئاب والتعاسة، خاصة إذا تعلق بالكذب على النفس وليس الآخرين فقط. وحتى إن لجأ إليه البعض تحت دعاوى "الكذب الأبيض" إلا أنه يبقى سلوكًا اجتماعيًا مشينًا رغم كل المبررات.
نشرت مجلة "ديلي ميل" البريطانية نتائج دراسة أجراها باحثون من جامعة كولومبيا أظهرت أن الكذب على النفس وعلى الآخرين عبر وسائط التواصل الاجتماعي ربما يجعل الإنسان تعيسًا ويؤثر سلبيًا على صحته، وأكدت الدراسة نفسها أن الأشخاص الذين يتسمون بالصدق ويقدمون صورة دقيقة عن أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي هم أكثر سعادة.
كانت الباحثة إيريكا بيلي، طالبة دكتوراه في جامعة كولومبيا بنيويورك قالت: "ربما تكون هناك فوائد نفسية مرتبطة بكون الشخص يعبر عن نفسه بصدق". وأكدت أن نتائج تلك الدراسة تنطبق النتائج على جميع الأشخاص، بغض النظر عن كون المستخدم ذكر أو أنثى.
يُذكر أن تلك الدراسة استندت إلى نتائج تحليل بيانات من 10560 عضوًا على فيسبوك على مدار ست سنوات بين عامي 2077 و2012، يستخدم ما يقرب من ثمانية من كل عشرة أميركيين واثنان من كل ثلاثة بريطانيين وسائل التواصل الاجتماعي، معظمهم على أساس يومي. وكان المشاركون أنهوا سلسلة من الاختبارات لقياس سمات شخصيتهم بما في ذلك الانبساطية والقبول والضمير والعصابية والانفتاح. ثم قارن فريق الباحثين كل متطوع بتنبؤ حاسوبي بشخصيته بناءً على إعجاباتهم واللغة المستخدمة في تحديثات الحالة الخاصة بهم على فيسبوك.