يعرف التاريخ الإنساني قصة المحارب أخيل، كواحد من أبطال الأساطير في الميثيولوجيا الإغريقية الشهيرة، والمرتبطة بالحرب بين الإغريق وطروادة، والذي كانت نهايته بسهم روماني في نقطة ضعفه "كعب أخيل"، لتتحول تلك النقطة من "كعب أخيل" إلى واحدة من أسرع طرق القتل. وقد اكتشف العلماء مؤخرًا أن "كعب أخيل" في الخلايا السرطانية، يُعتبر بمثابة باب للخلية يسمح بدخول وخروج المواد الكيميائية، وإن إغلاقه يمكن أن يوقف مسار المرض اللعين يحد من انتشار خلاياه.
وقد أُجريت تجارب معملية على الفئران التي تحمل الأورام العدوانية، وعن طريق ذلك الإغلاق لوحظ تقلص حجم الأورام السرطانية لدى الفئران المصابة، بما ساعد في حماية الأنسجة السليمة من الإصابة والضرر، وهو ما جعل الباحثون يصفون "كعب أخيل" بأنه يفتح بابًا لعلاج أفضل الأشكال المميتة من ذلك المرض.
هذا؛ وقد صرح البروفيسور ماكسيميليانو دانجيلو، من معهد سانفورد بورنهام بريبيس الطبي في لا جولا، كاليفورنيا، قائلاً: "مجمعات المسام النووية هي "الأبواب" التي تمر عبرها جميع المواد للدخول إلى نواة الخلية. ولأن الخلايا السرطانية تنمو وتنقسم بسرعة، فإنها تحتاج وتخلق المزيد من مجمعات المسام النووية أكثر من الخلايا الطبيعية. دراستنا هي الأولى التي تثبت أنه من خلال منع تشكيل هذه الأبواب النووية يمكننا قتل الخلايا السرطانية بشكل انتقائي".
ويكعف -في الوقت الراهن- الباحثون والعلماء في مركز الأدويةSanford Burnham Prebys والذي يعد الأشهر في العالم، وغير هادف للربح، على محاولة التوصل إلى علاج ناجع يمكنه منع تكوين مجمعات المسام النووية، ولا تزال المحاولات مستمرة بعد هذا الاكتشاف الذي يُتوقع أن يساهم في علاجات الأورام والخلايا السرطانية مختلفة الأنواع.