تلفزيون الآن

انتشرت قصة دجاجة تُسمى ليسكي، كانت تعرضت لكسور في رجليها وجسدها، ونشر القصة طبيب بيطري مصري من سفاجا، وتم اكتشاف ادعائه للقصة وكذبه فيما بعد، وكان الطبيب البيطري المصري صار حديث الميديا والقنوات الفضائية راحت تتسارع لاستضافته قبل اكتشاف حقيقة كذبه وسرقته الصور من مصدر آخر هو حساب الطبيب البيطري الشاب من ريو دي جانيرو جوليو أوهايو فيت، والذي كان قد قام برفع الصور والقصة على الأكونت الشخصي الخاص به على إنستغرام.

في تليفزيون الآن، حاولت تتبع القصة الحقيقة، وقمنا بالبحث عن الطبيب البرازيلي خوليو أرودا (julio arruda vet)، ولم نجد له أي حساب شخصي على الفيس بوك، لكننا استطعنا الوصول إلى ويب خاص بعيادته البيطرية في ريو دي جانيرو، ثُم حاولنا الاتصال به، لكنه لم يكن موجودًا، وقام بالرد علينا زميله وصديقه في العيادة.

تابعنا البحث أكثر وأكثر على مدار الساعة حتى استطعنا الوصول إليه شخصيًا والحصول على هاتفه، وأرسلنا إليه نحاول فهم ما حدث، وكان له معنا هذا اللقاء عبر تقنية الواتس آب، ونعدكم برفع الفيديو الخاص بمقابلتنا معه بعد معالجته فنيًا في الساعات القادمة. وعرفنا خلال بحثنا ما اكده لنا خلال اللقاء، انه طبيب بيطري شاب يعمل في عيادة بيطرية في حي كوباكبانا منذ عامين مع زميل وصديق له، ولا يتلقون أي دعم حكومي، وكل هدفهم هو خدمة الحيوانات وتخفيف معاناتها.

وأخيرًا؛ استطعنا التواصل معه عبر مكالمات الفيديو عبر منصة الواتساب، في مقابلتنا الحصرية معه اندهش خوليو أرودا مما فعله الطبيب البيطري المصري، وأكد لنا أنه حاول مرارًا منذ يومين التواصل معه لفهم لماذا قام بذلك، لكن لم يفلح في الوصول إليه، وتابع معنا في اللقاء المصور قائلاً بأن ممرضته المساعدة في العيادة البيطرية هي التي اكتشفت أمر الدجاجة، فقررت العطف عليها وإحضارها إلى العيادة، وأنه قام بعمل اللازم لها طبيًّا، وقام بالتقاط الصور لها ورفعها على منصة إنستغرام، ولم يكن يتصور أن تحدث كل هذه الضجة.

وحول موقفه مما حدث بعد انتشار القصة؛ قال بأنه كان سعيدًا في البداية، لكن بعد يومين فكر في أنه قام بواجبه كطبيب بيطري، يعمل في عيادته على إنقاذ الحيوانات وتخفيف أملها، ثُم تحدث عن معاناة كثير من الحيونات نتيجة الطقوس البشرية العجيبة التي لا ذنب للإنسان فيها، مكررًا لنا أن قصة الدجاجة التي تُدعى ليسكي دليل ذلك، فقد تم التضحية بها خلال أحد الطقوس الدينية.

وتحدثنا إليه عن شعوره بعد انتشار القصة في عالم السوشيال ميديا، قال بأنه كان سعيدًا في البداية لأن الأمر جعل الكثير من الصحف يتصل به لمعرفة الخبر وكان ذلك جيدًا لعيادته التي تساعد الحيوانات على التخفف من آلامها ومرضها، لكنه عاد واستغرب لماذا يفعل الناس ذلك فهو لم يفعل إلا ما عرف أنه واجبه، وما تعلمه.

وسألناه عن موقفه مما فعله الطبيب البيطري المصري، فأبدى اندهاشه قائلاًا بأنه حاول منذ يومين التواصل مع الطبيب "محمد" من مصر للتعرف أكثر على قصته، لكن بعد أن فهم ما حدث تعجب مما فعله الطبيب المصري، ولماذا لجأ إلى الكذب لتحقيق شهرة كاذبة؟ وقال "كان ينبغي عليه أن يكون شفافًا وواضحًا، ففي النهاية وظيفتنا تخفيف آلام الحيوانات".

وخلال اللقاء أكد على أن الكثير من الحيوانات تتعرض لممارسات بشرية قاسية تتسبب لها بالكثير من الألم والمرض، ودعا الجميع كطبيب بيطري أن يحسنوا معاملة الحيوانات من حولهم مؤكدًا أن الحيوانات تحمل مشاعر لا تقل عن مشاعر البشر، وهذا ما تعلمه من خلال عمله في العيادة قبل عامين منذ تخرجه.

وفي ختام لقائنا المصور معه سألناه عن الدجاجة ليسكي، فأخبرنا بأنها أخذت ذلك الاسم من قصص الميديا، وأن الممرضة التي تعمل في العيادة هي التي وجدتها وهي التي أحضرتها وأنها بطل القصة الحقيقي، الذي شعر بآلام هذه الدجاجة المسكينة، وقال بأن الدجاجة الآن عادت مع الممرضة إلى بيت الممرضة، ولا تزال تحت الملاحظة، وأكد خلال اللقاء على أن الدجاجة لم تكن تحمل اسمًا ولا يوجد رجل سويسري مالكًا لها، وأنها مجرد حيوان مسكين كان ملقى على ناصية الشارع بعد التعرض لما وصفه بالتعذيب خلال واحد من الطقوس الدينية لطائفة دينية في ريو دي جانيرو قريبًا من العيادة في حي كوباكبانا الشهير.

ووعدنا الطبيب جوليو في نهاية اللقاء على إرسال صور حصرية للدجاجة بعد التعافي راجيًا ان تكون تلك الصور والقصة داعمًا لتبصير الناس بضرورة الانتباه والرفق بالحيوانات. ونرفق هنا نص الحوار الأول مع الطبيب خوليو.