ذات غفلة والروح يعصف بها عبق الأحلام، وعلى حنين الوقت على ضفاف الكلام، زُلزِلَت حياتنا برجفة يملؤها الخوف، من وهم اجتاح حقائق الأزمان، جاء فتمرد على القيود وأثار السكون في ثورة الحياة..
صمت أخرس فوضى البشر، وكأن الأرض توقفت عن الدوران للحظة..
بخلسة تسلل وسيطر على تفاصيل أيامنا، وأعاد ترتيبها كما ولو أن القدر أتاح الفرصة لنا، أن نرى نقصنا!
جاء وجعل لقلوبنا نبضًا واحدًا وحضنًا يضم الوطن في سلام.. جاء كلعنة سقطت من السماء لتكون رحمة لنا.. لتشفع لما تبقى من الإنسانية بداخلنا.. للبقاء.. جاء من غياهب الحقائق ليضع الكون تحت مجهر الواقع.. صمت المجهول يعزف لحن الوقت.. والوقت يردد صدى الأنين في نداء الصافرات.. في أذن السماء
ويتراقص الناس على أنغام الانتظار.. في ساحات أبوابها مشرعة على أفق الصبر.
ذات لحظة، جاءت خاطفة أشعلت أنوار الأمل ونُثِرَ عطر الوجود في تراتيل الأمان
تقاسموا أرغفة الإحساس، والبسمة داوت سقم الأيام.. وكم من الوجوه تلثّمت فسقط زيف الأقنعة، وانهارت أسوار النفاق، وذاب كل من كان غارقًا في الوهم..
لا أوهام في دهشة الصدمة.. ولا صدمة تضاهي لوعة الحرمان.. كما هي النجوم تعلو في السماء، يعلو صوت الضمائر في القلوب، والأكف تنقش من تجاذب الدماء، حناءً يزين الوصل واللقاء.. وكم يطيب لقاء من حال بيننا وبينهم معنى اللقاء..
ها هي الأحلام تعود لتزهر فوق الوسائد.. وتحقن إبرة الحياة فوق سرائر بيضاء، والأمل يعود من جديد.
ذات لهفةٍ.. رأيتُ حلمي ينادي من زوايا مرآتي..
يدندن ويقول حلّقي..
حلّقي..
الأمل يسطع في آخر الدروب .
بقلم: غادة رافع عزام