فاتنةٌ هي رغم حزنها اللامع في عينيها إلا أنها تلفت انتباه كل من يتقرب إليها وكأنها زهرة من زهور عباد الشمس... صوتها الدافىء يشبه لحنًا رومانسيًا قديمًا وكأنها أنغام عزف حنون في ليلٍ باردٍ يأخذك من كل ما يحيط بك إلى عالمها هي فقط... طفلة حين تضحك... وأنثى حين تحب وتشتاق... حنونةٌ حين تقلق...
عيناها البنيتان فيهما لمعة غامضة حين تنظر إليهما وكأنك تسافر عبر آلةٍ تعبر بك الزمن لتتوقف عقارب الساعة أمام عينيها... إن كنت حقًا تريد أن تتقرب إليها أو تعرفها جيدًا، انتظر حين تبتسم لتفاجئك روحها المسيطرة على تلك الابتسامة... انتظر حين تُمطر الدنيا في أقصى أيام الشتاء ستجدها تحتضن أحلامها وتمشي بالساعات تحت المطر ربما لتُخفي دموعها بين حبات المطر...
رغم سنوات عمرها الثلاثين ورغم أحداث يومها المشحونة إلا أنها مازالت تخطف لحظات لتحب فيها مِن قلبها.. ربما شيء.. أو شخص أو لحظة.. وتنعزل بعدها بعيدًا عن ضجي العالم الصاخب من حولها... مازالت تنتظر ذلك الشخص ذو البشرة السمراء... والعينين السوداوين الذي رأته بين صفحات رواية قديمة قرأتها منذ سنوات وتمنّته فارسًا لأحلامها... هي على يقين من لقائه ربما اليوم... ربما غدًا... وربما سيظل طيفًا تحتضنه كل مساء وتُلقي على كتفه همومها وأحزانها وهي تتخيل دفء صوته... فاتنةٌ هي رغم كل الظروف ومازالت تكابر وتعافر لتحتفظ بحسنها وبراءة أحلامها... فاتنةٌ هي حين تجد في قهوة الصباح مهربًا من صخب الحياة وقسوة أحداثها... فاتنةٌ حين تكتب أشعارها وتجد نفسها بين الكلمات والحروف وكأنها تصف نفسها دون قصد أو تعمّد... فاتنةٌ حين تبتسم لذكرى تجدها بين ألبوم الصور...
تلك الصغيرة التي قضى الحب على براءة قلبها لأنها كانت ساذجة حين قرأت عنه قديمًا وآمنت بوجوده... سيظل جمالها كامن للأبد في لمعة عينيها تحت ضوء الشمس... ستظل هي الفتاة الفاتنة..
بقلم: هبة فؤاد