لعيد الموسيقى هذا العام دون شك طعم مختلف. فوباء كورونا الذي حل على العالم وأدخل البشرية بتحديات غير متوقعة وألقى بثقله على قطاعات عدة منها الموسيقى.
دخل الكثير من البلدان من حول العالم حالة الاغلاق التام والحجر الصحي، توقفت الحفلات وسكتت آلات الموسيقيين في صالات العرض. ولم يتغيّر الكثير بعد رفع الاغلاق التام اذ أنّ التجمعات الشعبية لا تزال ممنوعة ليكتفي الفنانون بتقديم أعمالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
عيد الموسيقى سيختلف تماماً هذا العام عمّا عرفه منذ عام ١٩٨١ حين أطلق وزير الثقافة الفرنسي جاك لانغ هذه البادرة الثقافية لدفع الفرنسيين للنزول الى الشارع بشكل عفوي مصطحبين معهم آلاتهم الموسيقية ليتحولوا ولو لليلة واحدة الى فنانين يمتثلون بابداع النجوم التي يعشقون. وللمرة الاولى لن تشهد شوارع باريس ولا أحياء نيو يورك ولا مدن أخرى، الحفاوة التي ترافق بداية فصل الصيف. في فرنسا مثلاً حدّد وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر الإطار العام لعيد هذا العام. فالتجمعات التي يشارك فيها اكثر من عشرة أشخاص في الساحات العامة ممنوعة، نفس الشيء بالنسبة للحفلات المرتجلة. وبدلاً من أن يتشارك عشاق الموسيقى فرحهم خلال هذه السهرة جنباً الى جنب، سيتوجب عليهم التحلّق امام شاشات التلفزيون او الجوال لمواكبة النقل المباشر لحفلات افتراضية بغياب الجمهور.
ولكن لولا فسحة الأمل لضاقت الحياة.. يمر عيد الموسيقى بطريقة مختلفة ولكن جديدة، لنجعل من التفاؤل أسلوب حياة ونفرح اليوم بيوم الموسيقى.