أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٩ يناير إلى ٤ فبراير ٢٠٢٤.
عناوين هذه الحلقة:
- المجتمع الدولي لا يزال متوجساً من علاقة طالبان بالقاعدة.
- ما الذي ”قلب“ ملف العمالة في هتش رأساً على عقب؟ المعارضون يشيرون إلى وسام الشرع.
- "أن تقود مغمض العينين" تقرير أممي يبحث في العلاقة بين صناعة السيارات ومظلمة الإيغور في الصين.
- ضيف الحلقة: أحمد سلطان، الخبير في الجماعات الجهادية والمتطرفة؛ الباحث في كلية الدراسات الافريقية العليا جامعة القاهرة. يكتب في مواقع متخصصة مثل أخبار الآن، وتريندز، وإضاءات. يحدثنا عن جغرافية الإرهاب؛ القاعدة وإيران وسيف_العدل، وكيف تنذر الحرب في غزة بموجة جهادية جديدة.
المجتمع الدولي متوجس من علاقة طالبان بالقاعدة
أصدر فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع لمجلس الأمن الدولي التقرير رقم 33 المتعلق بتنظيمي داعش والقاعدة وما يرتبط بهما من أفراد وكيانات.
ونعتقد في هذا البرنامج أن مرد هذا يعود إلى خلافات داخل طالبان. ففي الوقت الذي لن يتوانى فيه بعض طالبان عن دعم القاعدة ضاربين اتفاق الدوحة عرض الحائط، نجد أن آخرين في طالبان يرفضون هذه العلاقة، أو ربما نجد في طالبان من له مصلحة في الإبقاء على شعرة معاوية سيفاً في وجه الغرب والجوار.
وعليه، يخلص التقرير إلى أن ”وجود كبار الشخصيات من تنظيم القاعدة في البلد لم يتغير“ بالرغم من سعي طالبان ”إلى الحد من بروز هذه العلاقات؛“ مع ملاحظة أن القاعدة ”في الوقت الراهن“ عاجزة عن شن ”هجمات معقدة بعيدة المدى.“
في ملف داعش، نقل التقرير أن ثمة اعتقاداً في المجتمع الدولي أن زعيم داعش في خراسان شهاب المهاجر أو ثناء الغفاري لا يزال على قيد الحياة. في يونيو الماضي، نقلت حسابات موالية لطالبان أن الجماعة تمكنت من قتله في عملية خاصة في كُنر شرقاً.
الجولاني واختبار البقاء
بعد أن أغلق زعيم هيئة تحرير الشام ملف العملاء، أطلق سراح المتهمين، مقرّاً بوجود أخطاء في التحقيق تتعلق باستخراج اعترافات كاذبة تحت التعذيب.
بعد هذا بدأ أبو محمد الجولاني سلسلة لقاءات مع المُطلق سراحهم متعهداً بأنه ”سيقتص“ لهم. هو وكبار أعوانه قادوا وفوداً إلى طعوم تحديداً للقاء القيادي العسكري الرفيع أبو عبدو السحاري. هذا الأسبوع ظهر أحمد زيدان في مجلس طعوم، وكذلك أعضاء حكومة الإنقاذ. وحتى مظهر الويس، ثالث القحطاني/زكور، الذي ظل غائباً طوال الأسابيع الماضية مع تواتر أنباء هروبه أو اعتقاله، ظهر في أحد هذه المجالس. ومثلهم قائد الجناح العسكري أبو حسن الحموي الذي زار قادة عسكريين آخرين اعتقلوا على ذمة الملف.
الجولاني تابع لقاءاته مع المُفرج عنهم وأقام لهم مأدبة في مكان رفيع. كما التقى أيضاً مجلس الشورى وأعضاء الحكومة لتبرير وتفسير الأحداث الأخيرة؛ مكرراً تعهده بالاقتصاص للمتضررين. مقربون من الهيئة نقلوا أن للمتضررين من التعذيب الحق في ”القصاص والدية والقضاء الشرعي.“
وعليه، كيف سيقتص الجولاني من كل هؤلاء؟ كيف سيقتص من ذاته؟ لهذا رأى المعارضون أن فكرة القصاص وتشكيل لجان متابعة هي أفكار هزلية.
بديل الجولاني
إلى أي درجة يستطيع الجولاني تجاوز هذا المأزق؟ واضح أن ثمة مخاوفاً من تململ الجناح العسكري.
فبينما ما انفك أحمد زيدان ذراع الهيئة الإعلامية يشيد بعسكر الهيئة ”درعاً حصيناً لثورة الشام .. وحماية بيضة أهل السنة والجماعة،“ ينقل معارضون أن عسكريين في الهيئة بدأوا يتحدثون بجدية عن عزل الجولاني.
حساب أس الصراع في الشام قال إن عسكر الهيئة اليوم ينقسمون إلى قسمين: ”قسم بدأ بنسج ولاءات وتشكيل كتلة قوية وهدفه عزل الجولاني لكنهم لايجدون شخصية قيادية كاريزمية؛ والقسم الثاني هدفه فقط سجن أبو أحمد حدود.“
وسام الشرع
وعوداً على بدء، ما الذي حدث في هذا الملف بحيث انقلبت الأمور 180 درجة؟ أبو يحيى الشامي، القاضي المنشق عن الهيئة، نشر سلسلة بعنوان ”معلومات خطيرة عن ملف عملاء الهيئة، وعمل الجولاني على دفنه،“ جاء فيها أن التحول في الملف جاء بسبب المدعو وسام الشرع.
ينقل أبو يحيى أنه قبل سبعة أشهر اعتقل أبو عبيدة منظمات أشخاصاً محسوبين على وسام الشرع أو أويس الشامي الذي يعتبر اليوم من أكثر المقربين من الجولاني. من هؤلاء من اعترف على أوس الشامي شقيق وسام.
هذا الشقيق يعمل في ملف النظام وتحديداً في قسم الهاكر (الاختراق). بحسب أبو يحيى، رفض الجولاني إعطاء أبو عبيدة إذناً باعتقاله. يعلّق أبو يحيى: ”فاعترافات أوس تأتي بوسام، ووسام يأتي بالجولاني ذاته، ولكي ينهي الجولاني هذا الخطر، تدخل لإنهاء كل قضية العملاء وإخراج المقبوض عليهم ابتداء بأوس.“
صناعة السيارات ومظلمة الإيغور
تحت عنوان ”القيادة مغمض العينين: شركات سيارات تتغاضى عن معسكرات العمالة بالسخرة في الصين،“ نشرت منظمة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) تقريراً متخصصاً أعده الباحث جيم ورمينغتون يثبت أن الصين تصدر سيارات وقطع غيار تستخدم في تصنيعها الألمنيوم الذي ينتجه الإيغور وغيرهم من الإثنيات المسلمة في معتقلات السخرة، فعشرة بالمائة من الألمنيوم في العالم يُستخرج من إقليم شنجان المنكوب حيث يعيش الإيغور.
في 2023، كانت الصين الأكثر إنتاجاً وتصديراً للسيارات وقطع الغيار في العالم.
من شركات السيارات المستهدفة التي تستخدم المنتج الصيني هي جينرال موتورز وتيسلا وتويوتا وفولكس فاغن.
ويلفت التقرير إلى أن الصين تتعمد إرسال الألمنيوم المنتج في شنجان إلى مناطق أخرى في البلاد لإعادة صهره بحيث لا يمكن تتبع المنشأ الأمر الذي يُصعب على بعض الشركات التحقق من مصدر المواد المستخدمة في التصنيع.
في المقابل، يلفت التقرير إلى أن ثمة شركات تدرك الإجراءات القمعية التي تتخذها الصين في حق الإيغور؛ ولكنها تختار أن تتغاضى عنها.
يختم ورمينغتون تقريره بالقول إن السيارات التي نقود يجب ألا تكون على حساب العمل بالسخرة. على الجميع أن يظهروا احتراماً لحقوق البشر وتحررهم من العمل بالسخرة قبل أن يقرروا إدخال المنتجات إلى أسواقهم أو محافظهم.
ملاحقة داعش في تركيا
عندما تبنى داعش الهجوم على كنيسة سانتا ماريا في إسطنبول تفاخر بإن منفذي الهجوم انسحبا من المكان ”بسلام.“
بعد الهجوم بأيام، ألقت الشرطة التركية القبض على الرجلين وهما أميرجون خوليكوف ويحمل جواز سفر طاجيكي وديفيد تاندويف ويحمل جواز سفر روسي.
الاثنان كانا ضمن خلية قادها شخص يدعى أندريه غوزون ويُعرف باسم أبو ضرار الشيشاني. هذه الخلية كانت تخطط أيضاً لتفجير انتحاري تنفذه امرأة. كما كانت تعتزم إقامة معسكر تدريبي لإرسال مقاتلين إلى أمريكا.