لا تنفك إيران عن اكتناز الفرص حتّى في الأوقات العصيبة، فرغم الجهود الإنسانية الدولية المبذولة لاحتواء كارثة زلزال سوريا وتركيا، إلّا أنَّ إيران وجدت الأزمة ملاذًا لتهريب السلاح وإيصاله الى ميليشياتها في المنطقة والمخدرات أيضًا، حيث يتم التهريب عن طريق شاحنات نقل المساعدات المتجهة إلى سوريا لتحمي بذلك أذرعها من القصف الذي تجدد خلال الفترة الأخيرة.
وللحديث أكثر حول هذا المشهد السياسي، استضافت الزميلة سجد الجبوري الإثنين ضمن برنامج ستديو أخبار الآن، الخبير الاستراتيجي، غانم العابد الذي قال إنَّ "إيران تستخدم المنافذ الحدودية العراقية لإنعاش اقتصادها وتمويل الميليشيات"، لافتًا إلى أنَّ هناك "مافيات محلية في الجانب السوري وخاصّة تجار المخدرات يتعاملون مع إيران".
إلى ذلك، طرح برنامج "ستديو أخبار الآن"، إشكاليات عدّة حول الانهيار الكامل للمباني إن كان في سوريا أم في تركيا، خاصّةً أنَّ هذا الأمر لم يكن مستغربًا في سوريا التي تعاني من أزمات كثيرة، فهذه المباني بنيت على عجل وبمبالغ مالية متواضعة من قبل أغلب النازحين المتواجدين في المنطقة والذين لا يمتلكون أبسط مقومات الحياة؛ لكن المستغرب هو ما جرى في تركيا، فهذه المنطقة تشهد نشاطًا للزلازل ولم تدخل حروبًا وهي مستقرة: فلماذا انهارت مجمعاتها السكنية وكأنها من ورق؟ ومن المسؤول عن عدم تطبيق معايير البناء؟
هذا الموضوع، ناقشته الإعلامية سجد الجبوري مع المهندس المعماري السوري مظهر شربجي الذي قال "قوة الزلزال كانت قوية جدًّا لكن الدراسات أكّدت أنَّ هناك معايير وشروط للبناء تُمكّن الأبنية من عدم التأثر بالزلازل، وهو ما لم يتوفر في الأبنية المنهارة جراء الزلزال في تركيا"، لافتًا إلى أنَّ "هناك أبنية بُنيت في أربعة أشهر وهو ما يثير الكثير من علامات التعجب".
كذلك ارتفعت حصيلة الزلزال الكارثي الذي ضرب سوريا وتركيا إلى أكثر من واحد وأربعون ألف قتيل في كلا البلدين. وفي اليوم التاسع للكارثة ينشط عمال الإنقاذ لإخراج العالقين تحت الأنقاض، حيث تمَّ إخراج أطفال من تحت الركام تحدوا البرد والظلمة وصارعوا للبقاء على قيد الحياة. فرغم كل هذه الأيام إلّا أنَّ الأمل لم يمت وما زالت فرق الإنقاذ تحاول رغم الإمكانات المحدودة خاصة في الشمال السوري العثور على ناجين جدد وتقليل الخسائر قدر الإمكان. وأما بالنسبة للأمم المتحدة التي تدخلت على خط الأزمة اليوم وزار وفد رفيع منها المناطق المنكوبة وقدم مساعدات لكن هناك من اعتبرها متأخرة ومتواضعة. حول هذا المحور وتبعات أزمة الزلزال، حاورت سجد الجبوري أحمد يازجي عضو مجلس إدارة الدفاع المدني في ريف إدلب الذي قال أنَّ "هناك استياء شعبي ومن قبل المنظمات الإنسانية أيضًا على رد فعل الأمم المتحدة التي تباطأت كثيرًا في إغاثة المنكوبين جراء هذه الكارثة الإنسانية الفظيعة".
وفي المقابل، لفت محمد الحمود، أحد السوريين المتطوعين في فرق الإنقاذ التركية إلى أنَّ "عمال الإنقاذ لم يفقدوا الأمل في العثور على ناجين تحت الأنقاض، وتمَّ بالفعل إخراج عائلة سورية من تحت الركام في اليوم التاسع للكارثة".