تلفزيون الآن

انطلقت الحلقة التاسعة من برنامج "كن صحفيًا" الذي يقدمانه الإعلامي يزبك وهبي والطالبة الجامعية بيرلا إبراهيم.

 

في بداية الحلقة، عرّف يزبك وهبي ماهيّة الصحافة البيئية، قائلًا: "الصحافة البيئية رسالتها مثالية وسامية، تتلخص في الحفاظ على الأرض واستدامتها، وتهدف لتناول كلّ ما يتعلق بالجوانب المحيطة بالإنسان، من أرض ومياه ونبات وحيوانات وغيرها، وتدرس مدى تأثيرها على الإنسان وتأثرها به، وتشجع كلّ ما من شأنه أن يقلل الضرر على البيئة، وتتميز قضاياها بعالميتها، وزادت أهميتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة مع تفاقم ظاهرة التغير المناخي وسائر الازمات الأخرى المرتبطة بالبيئة، ولاسيما الإحتباس الحراري".

 

وسألت بيرلا ابراهيم، يزبك وهبي، قائلة: "ما هي أهم الأسس الواجب توفرها لدى الصحافي البيئي؟" ردّ وهبي قائلًا: "إنَّ أهم الأسس الواجب توفرها لدى الصحافي البيئي هم ثلاثة:
أولًا - احترافية الصحافة ومهنيتها تأتي في المقام الأول، لأنّ الصحافي البيئي الجيّد بحسب المعنيين، هو من يحترف الصحافة بنسبة %80، ويمتلك معرفة بيئية بنسبة %20، ولكن عليه أن يكون مؤمنًا بالقضايا التي يكتب عنها، بمعنى أن يكون نوعًا ما محاربًا من أجل بيئته.

 

ثانيًا - تَحري قضايا البيئة الصالحة للتغطيات الصحافية من خلال أساليب متعدّدة منها: المشاهدة الذاتية ومعايشة الواقع البيئي، والمتابعة الآنية للأخبار المحلية والدولية ذات العلاقة بظواهر البيئة، وكذلك الانضمام لمجموعات ومؤسسات تهتم بعلوم الطبيعة، إضافة لإمكانية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي واستقبال المشكلات البيئية التي يلاحظها المواطنين.

 

ثالثًا - مراقبة البيانات الإحصائية الرسمية وربط بعض الأرقام المتعلقة بالزراعة والاقتصاد والصحة بأسباب بيئية، وكذلك الانتباه للقوانين والسياسات البيئية ودراسة فاعليتها وتأثيرها من أجل حماية البيئة. كما أنَّ العودة للتاريخ او الماضي قد تدفع الصحافي البيئي أحيانًا لإعداد قصة قادرة على إعطاء مؤشرات مهمة في الحاضر، فمثلًا تحوّل وادٍ كان يشتهر بمياهه العذبة إلى مجرى للمياه العادمة، هي تشكل قصة مثيرة للاهتمام".

وعن سؤال الطالبة بيرلا، هل الصحافة البيئية ترتكز بشكل أساسي على التحقيق الاستقصائي؟ أجاب وهبي قائلًا: "يمكننا القول بأنَّ التحقيق الاستقصائي هو أفضل الأدوات لتناول القضايا البيئية، خصوصًا إذا كان الحديث عن سلبيات وليس إيجابيات. ولكن تقديم موضوع صحافي عن أيّ مشكلة بيئية يجب أن يمرّ بالتسلسل الصحافي المنطقي، أي الأصل في البداية يجب أن تكون التغطية خبرًا، وإذا لزم الأمر نذهب لتحقيق أو لتقرير. وإذا كان هناك قضايا مثيرة يمكن أن يعالجها الصحافي من دون أن يضطر للنزول ميدانيًا، لكنّ ذلك لا يصلح مع قضايا البيئة التي تحتاج لمعاينة ذاتية على الأرض وتحقق دقيق من صحة المعلومات وصحة الحدث".

 

وانطلاقًا من كلام الإعلامي يزبك وهبي، سألته بيرلا ابراهيم: "ما هي النصائح للصحافيين الراغبين بالغوص في مجال الصحافة البيئية؟" فأجاب وهبي، قائلًا: "لديَّ ثلاث نصائح للصحافيين الراغبين بتناول قضايا البيئة بمهنية وشفافية وعمق:

 

١- ضرورة البدء بالقضايا المحلية ثمّ بعد ذلك التحدث عن عالمية المشكلة إذا تطلب الأمر.

 

٢ - العمل على تبسيط المفاهيم المعقدة للمتابعين من خلال المداومة على تحصيل المعرفة البيئية الدقيقة.

 

٣- الإعتماد على مبدأ الشك والسعي الدؤوب للتأكد من المعلومات".

 

 

وعن المسؤولية التي تقع على عاتق الصحافة البيئية، قال يزبك وهبي: "مسؤولية الصحافة البيئية بالدرجة الاولى والتحدي الذي تواجهه في الوقت نفسه، هي نقل رسالة للمواطن مفادها أن القضايا البيئية غير منفصلة عن تفاصيل حياته اليومية، بل هي تمس همومه وتشكل سلة متكاملة من الحقوق، مثلًا: الحق في الغذاء يُعدّ مسألة بيئية".

 

وتابع، قائلًا: "وأريد أن أقدّم مثلًا آخرًا، حيث أنّه يمكن القليل من الناس قد فكّر فيه، هو موضوع الطيران الذي يهمّ الصحافة البيئية كثيرًا، صحيح أنَّ الطائرة سهّلت تنقلاتنا وجعلت السفر أسهل وأسرع، ولكن إذا ما نظرنا لهذا الموضوع بعيون الطبيعة، نجد أنَّ قطاع الطيران هو أحد القطاعات التي تهدد البيئة بسبب الانبعاثات التي تنتجها الطائرات، إضافةً إلى نوع الطاقة الذي تستهلكه. بالمقابل، هناك بعض المبادرات التي يمكنها الحدّ من هذه الانبعاثات كاستبدال الطائرة بوسائل أخرى للسفر، خصوصًا في الرحلات القصيرة، أو وضع ضريبة متصاعدة على المسافرين المنتظمين، والضغط على الشركات المصنعة لابتكار حلول لتخفيض الانبعاثات".

 

واستطردت بيرلا إبراهيم سائلة: "هل الصورة التي يفترض أن تنقلها الصحافة البيئية هي صورة سوداوية عن الحاضر والمستقبل؟ ردّ يزبك وهبي، قائلًا: "طبعًا لا، إنَّ الصحافة البيئية متل الصحافة بشكل عام، يجب أن تكون موضوعية وتنقل كل جوانب الموضوع وكلّ الأخبار السلبية والإيجابية. فهناك جهود جبارة تُبذل من سنوات في العالم أجمع لضمان وقف تدهور الوضع المناخي والبيئي للكوكب، ومن بينها مثلًا في العالم العربي جهد يُبذل خصوصًا من جانب دول الخليج، فالمملكة العربية السعودية أعلنت عام 2021 استثمار أكثر من مليار دولار في مبادرات بيئية جديدة لمكافحة تغير المناخ وأكّدت عزمها الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2060. ودولة الامارات أكّدت بدورها التزامها بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة %70 وزيادة استخدام الطاقة النظيفة بنسبة %50 بحلول عام 2050".

 

 

خلال الحلقة، قام الإعلامي اللبناني يزبك وهبي بامتحان الطالبة الجامعية بيرلا ابراهيم من خلال تمارين، حيث طلب منها أن تحضّر مقابلة صغيرة باللغة الإنجليزية مع Greta Thunberg التي تزور لبنان حاليًا، ومع فقط عشر دقائق لتحضير المقابلة لأنّه كان يفترض على زميلتها أن تحضّرها ولكن ظروف طارئة حالة عن قيامها بذلك.

 

في نهاية الحلقة، استكملت بيرلا ابراهيم القسم الثاني من المسابقة التي بدأت فيها في معرض الحلقة، حيث جرى طرح أسئلة من قبل الطرفين، ففاز يزبك بثلاث أسئلة صحيحة، فيما بيرلا أجابت على سؤالان صحيحان من أصل ثلاثة.

 

يذكر أنَّ "كن صحافيًا" هو برنامج تعليمي تثقيفي يقدم فيه الإعلامي المحترف يزبك وهبي معلومات قيّمة بالإشتراك مع الصحافية بيرلا ابراهيم.

 

لمشاهدة جميع حلقات برنامج "كن صحافيًا"، اضغط على الرابط التالي:
https://www.alaan.tv/program/kun-sahafi