Categories: SpotLightمنوعات

ما الأثر الذي تركته جائحة كورونا على عالم الاعلام؟

انطلقت الحلقة الأولى من برنامج "كن صحفيًا" الذي يقدمانه الإعلامي يزبك وهبي والطالبة الجامعية بيرلا إبراهيم.

 

في بداية الحلقة، أعلنت بيرلا ابراهيم عن موضوع الحلقة الذي هو عن "الصحافة ما بعد جائحة كورونا"، ثمَّ أعرب يزبك وهبي، قائلًا: "كان تفشّي وباء كورونا المستجدّ بمثابة إيذان بحدوث تغييرات كبيرة وتحولات عديدة في مختلف نواحي الحياة السياسية، الاقتصادية وأيضًا الاجتماعية".

 

وتابع قائلًا: "لقد تغيّرت أولويات الحكومات، وتبدّلت عادات الأفراد بعدما أُجبروا على الجلوس في منازلهم، وواجهت مؤسسات عديدة تحديات كبيرة، مع تغيّر طبيعة وآليات العمل، وعلى رأس هذه المؤسسات كانت وسائل الإعلام التي تأزمت وضعية معظمها على الصعيد الاقتصادي، ولاسيما بعد تراجع قطاع الإعلانات بسبب انهيار مداخيل الإعلانية، وتوقف الاقتصادات وإقفال معظم الشركات".

 

وأضاف قائلًا: "في المقابل، رافق تفشّي "كورونا" زيادة ملحوظة في استهلاك الأخبار والإقبال على التلفزيون والمصادر الرقمية من أجل الإطلاع على معلومات حول الوباء والتّعرف على الواقع الصحي في ظلّ الخوف والقلق من الإصابات ومن زيادة أعداد الإصابات وحتّى الوفيات في أنحاء العالم".

 

وسألت بيرلا ابراهيم، يزبك وهبي، ماذا عن مفهوم العمل عن بعد الذي كرسته كورونا في المجال الإعلامي؟ ردّ وهبي قائلًا: "مئة في المئة، العمل الصحافي كان تاريخيًا، ولا يزال، يعتمد على العمل الميداني، بسبب ضرورة التغطية عن قرب لمواكبة الأحداث اليومية. وبفضل جائحة كورونا، إذا جاز التعبير، تحوّل العمل عن بعد إلى قاعدة، وقررت فرق العمل بوسائل الإعلام أن تؤدي مهامها انطلاقًا من البيت عوضًا عن التنقل إلى مقرات العمل".

 

 

 

وأردف قائلًا: "كان لتطبيقات العمل الجماعي، واتساب ومايكروسوفت تيم وزووم وغيرها، فضل كبير وواضح في تواصل عقد اجتماعات هيئات التحرير والإدارة بشكل تفاعلي عن بعد افتراضيًا. ومن حسنات كورونا القليلة أّنّها أقنعت مسؤولي المؤسسات الإعلامية وبرهنت لهم أن وجود الصحافي في مقرّ المؤسسة ليس ضروريًا ليكون عالي الإنتاجية".

 

وعن سؤال الطالبة بيرلا، هل تكوين الإعلاميين بعد كورونا يجب أن يختلف عما كان عليه قبل الجائحة؟ أجاب وهبي من خلال عرض لتصريح قالته وكالة "رويترز" عن أثر كورونا على الاعلام، جاء فيه: "خطورة الأزمة الصحية والاقتصادية أنها كشفت عن الحاجة إلى معلومات موثوق بها لتعريف وتعليم القراء والمشاهدين في عالم إلكتروني مفتوح على المعلومات المغلوطة، فلم يعد الصحافيون يتحكمون وحدهم في مسارات الأخبار، وإنما فتحت وسائط التواصل الاجتماعي للجمهور آفاقاً جديدة لمصادر المعلومات البديلة بنسبة كبيرة من المعلومات المغلوطة والمخالفة للمصادر العلمية والرسمية".

 

ولفت وهبي، قائلًا: "أمام مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وأهميتها في نفس الوقت، أصبح من الضروري أن يتمَّ إعداد برامج جديدة تتلاءم مع تحديات العمل الصحافي والإعلامي في مرحلة كورونا وما بعدها، فمراجعة برامج التكوين لا بدّ أن تتخلى عن مفهوم الصحافة القديم الذي يفرّق بين الصحافة المكتوبة، السمعية، المرئية والرقمية لأنَّ الحاجة باتت ضرورية جدًّا لتكوين صحافيين من طينة جديدة، قادرين على إنتاج مواد وقصص وروايات خبرية بغض النظر عن وسيلة نشرها".

 

وأكمل قائلًا: "على جيل الصحافيين الجديد أن يكون قادرًا على إنتاج خبر بالنصّ، والصورة، والكلمة لمختلف المنصات الإخبارية، مع القدرة على تسخير البيانات واستغلالها لإنتاج قصّة إخبارية متلائمة مع تطلعات متابعي منصّات متل: "تيك توك، فيسبوك، إنستغرام، تويتر، يوتيوب وغيرها".

 

ونوّه وهبي إلى أنّه يجب أن تترافق تقوية إعلاميي المستقبل مع تقوية اللّغات الأجنبية لديهم، لأنَّ الوباء بتفشيه عالميًا، أثبت تجاوزه الحدود التقليدية ومفهوم القُرب الجغرافي.

 

وانطلاقًا من كلام الإعلامي يزبك وهبي، سألته بيرلا ابراهيم: "كيف يمكن للإعلاميين العاملين اليوم في المجال أن يواكبوا مرحلة ما بعد كورونا؟ فأجاب وهبي، قائلًا:"حتّى المهنيون المتمرسون عليهم التأقلم مع متطلبات الثورة التكنولوجية التي تكتسح الإنتاج الصحافي".

 

أولاً - يمكن للمعاهد والمراكز المتخصّصة في تكوين المهنيين، أن تلعب دورًا رائدًا في تقديم تدريب مستمر للمهنيين من أجل أن يصمدوا أمام الطفرة التقنية وثورة المعلومات، وأن يكونوا قادرين على إنتاج مواد صحافية متعددة الوسائط تجمع بين الرؤية الصحافية ووسائل تقنية متعدّدة ومعقدة.

 

ثانيًا - المؤسسات الإعلامية عليها أن تؤمن بدورها دورات تدريبية للعاملين عندها.

 

ثالثًا - هناك جهد شخصي مطلوب من كلّ صحافي لتطوير نفسه، وهذا يبقى الأهم.

 

 

خلال الحلقة، قام الإعلامي اللبناني يزبك وهبي بامتحان الطالبة الجامعية بيرلا ابراهيم من خلال تمارين، حيث طلب منها أن تكتب التي يجب أن تتبعها في مجال المقابلة الإعلامية عن بعد.

 

في نهاية الحلقة، استكملت بيرلا ابراهيم القسم الثاني من المسابقة التي بدأت فيها في معرض الحلقة، حيث جرى طرح أسئلة من قبل الطرفين، ففاز يزبك بثلاث أسئلة صحيحة، فيما بيرلا أجابت على سؤالان صحيحان من أصل ثلاثة.

 

يذكر أنَّ "كن صحافيًا" هو برنامج تعليمي تثقيفي يقدم فيه الإعلامي المحترف يزبك وهبة معلومات قيّمة بالإشتراك مع الصحافية بيرلا ابراهيم.

أسعد البيطار

أنا أسعد البيطار.. صحفي من لبنان حاصل على بكالوريوس في فنون التواصل وأدرس حالياً الماجستير في التربية العربية.

Recent Posts

المرصد يجيب.. كيف حرّف الجهاديون نصوص ابن تيمية؟

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 20 إلى 26 مايو 2024…

3 months ago

في "خلينا نحكي Talk Time".. نتعرف على قصة حب ريم وعمار، وما هو سر نجاحهما على السوشيال ميديا؟

اكتشفوا في هذه المقابلة الممتعة بين ريم وعمار مع شيرو وشهد، حيث يروون قصة بداية حبهما…

3 months ago

في المرصد هذا الاسبوع.. المعارضة السورية الأكثر ابتهاجاً بمصرع الرئيس الإيراني

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 13 إلى 19 مايو 2024.…

4 months ago

نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة النهاية في "خلينا نحكي Talk Time"

لقاء ممتع بين نور ستارز و بنين ستارز مع شيرو وشهد في هذه المقابلة المشوّقة في…

4 months ago

المرصد يجيب.. كيف يكون الحوثي "حصان طروادة" لإيران في حوض البحر الأحمر؟

في المرصد هذا الاسبوع: قائد عسكري طالباني في الشمال يعتزل احتجاجاً على التمييز العرقي. بعيداً…

4 months ago

في صحة وقمر.. قمر الطائي تحضر مقبلات وسلطات سعودية مع الشيف مهند زهير

في الحلقة العاشرة من برنامج صحة وقمر تجهز لنا قمر الطائي بعض المقبلات والسلطات السعودية المشهورة اسمها معدوس…

4 months ago