تلفزيون الآن

في قلب الأزمات اللبنانية، تبقى هناك بعض فسحات الأمل والشغف والحب، وتبقى بعض الوجوه التي تتقن فن رسم الفرح وتوزيع الابتسامات، ومن هذه الوجوه، أيقونة من عالم التلفزيون، أطلت من لبنان فأصبحت ضيفة محببة في كل بيت لبناني وعربي.

في دورها الأخير " جورجيت درباس" جسدت فصول الحياة المتنقلة بين السعادة والحزن والطيبة والوفاء والفقر والألم والمال، وهي هكذا في حياتها، تعيش وحيدة في منزلها بعد وفاة والديها الفنانين "شرنو" والقديرة  "علياء نمري"، لكن وحدتها لا تدوم طويلا فأولاد اخوتها يزيّنون منزلها فيكونون الاصدقاء والأبناء في آن معا.

ليليان نمري، التي سرحت كفراشة في حقل الدراما والمسرح والسينما، كادت تندم لانها أمضت العمر دونما ان تقدم على خطوة الزواج، وهي الحالمة دوما في ان تنجب فتاة ترافقها كما رافقت هي والدتها ، لكنها بعد معاينتها لعدد كبير من الأبناء الذين لا يحسنون معاملة اهاليهم، غضت النظر عن الزواج والأبناء وأغمضت عينيها سائلة ساكن السماوات " يارب استرجع امانتك دون تعب وشقاء"

غصة ترافق نجمة "الكوميديا"

وفي الحديث عن التعب المجبول بالفرح ، تظهر ليليان الابنة، التي رافقت والدتها حتى النفس الاخير متخطية الصعوبات المادية التي عانت منها في  تلك المرحلة، والتي تركت غصة تعيش معها حتى اليوم، اذ انها لم تستطع تلبية طلب والدتها الأخير.

فحينها طلبت علياء نمري من ابنتها ان تأخذها لزيارة قبر أمها، والزيارة نظرا لوضع علياء نمري الصحي كانت تتطلب مبلغ 500 دولار اميركي، وليليان كانت توفّر الأموال للدواء والمستشفيات، مما جعل الزيارة صعبة وذكراها أصعب.

تحزن هذه الذكرى نجمة الكوميديا، لا بل ترسم الدموع في عينيها، لتتساقط عند مشاعر الاشتياق، فهي تشتاق والديها، وتشتاق بيروت التي دمرها الانفجار ومحى عنها معالم العشق والحياة.

"جو لحود"