نتابع في حلقة هذا الأسبوع من برنامج "مش معقول" بعض المسكوت عنه في سياسات الصين الصناعية والتكنولوجية، وكيف تستغل الصين التكنولوجيا للمزيد من السيطرة والاختراق والقمع لأجل مصالحها مخترقة كل الحقوق الإنسانية، وذلك كله في قالب كوميدي ساخر.
نتعرف في البرنامج على كيفية سيطرة الحكومة الصينية على كافة مناحي الحياة، وكيف تستغل التكنولوجيا للتجسس على حياة الناس واختراق خصوصياتهم، فمثلا في "أو يونج هاوي" حيثما ذهبت يتم تسجيل كل شيء من عمليات البيع والشراء وحتى طرق التصرف في كل مناحي الحياة، إلى الدرجة التي يتم تحديد كل شيء من قبل الحكومة، حتى استخدام المراحيض العامة، فأنت ملزم بسياسة خاصة وضعتها الحكومة الصينية للتعرف على وجهك.
ويفضح البرنامج سيطرة الصين على أكثر من مليار شخص في داخل البلاد عبر مراقبتهم جميعًا، ويمكنها التحكم في كامل تفاصيل حياتك، من خلال "روبرت كارد/ سوشيال كارد سيستم" يتم مراقبتك من خلاله، ويمكن لها وضعك على القائمة السوداء والتحكم في كل شيء حتى في تعليم أولادك وباقي اختياراتك في الحياة، وذلك عبر تقييمات تضعها الحكومة لكل مواطن، وذلك بهدف السيطرة أكثر على المواطنين، إلى الدرجة التي تصل إلى حرمان الملايين من تذاكر السفر الداخلي أو الخارجي، إذ يتحكم فيك هذا الكارد إلى الدرجة التي يمكن لآلة أن ترد بديلاً عنك حال تدني مستواك في هذا الكارت، وهو ما حدث مع أحد الصحفيين الذين حاولوا فضح الفساد، وتمَّت مقاضاته والحكم عليه من خلال هذا الكارد بالمكوث داخل البيت وحرمانه من استخدام السوشيال ميديا، وحرمانه من السفر، إلى درجة حرمانه من السفر عبر القطار السريع.
وفضح البرنامج استخدام الصين لتقنيات تكنولوجية مطورة لأجل التجسس على المواطنيين عبر استخدامها أولاً على أقلية "الإيغور" قبل السيطرة عليها وضمها إلى الصين، نظرًا لما تحتويه من بترول وفحم ومصادر طبيعية. فهناك في تشاينغ يانغ تقسم الصين الأقلية إلى مستويات اجتماعية تتعلق كلها بالممارسات الدينية العادية للمسلمين، فهناك "مواطن سيء"، وثان "مواطن عادي" وثالث "عرق مميز"، ووصل الأمر إلى درجة أن الحكومة تقبض على هؤلاء الأشخاص الذين يتمسكون بدينهم وتقوم بعقابهم قسرًا بطرق لا إنسانية بحرمانهم من حقوقهم إلى الدرجة التي تقوم فيها باستئصال رحم النساء من الإيغور داخل المخيمات التي يعتقلون فيها، وتُصدر إلى العالم والصحافة صورة مغايرة لحقيقة ما يحدث.
ويختم البرنامج بتساؤل حول أهمية هذه المعتقلات للحكومة الصينية، والإجابة صادمة، إذ تقوم الصين بتجريب كل تقنيات التجسس تلك على الإيغور، ومن ثَم تطويرها، وبيعها لكافة حكومات العالم وللأشخاص، دون انتباه من الجميع أن كافة تفاصيل حياتهم باتت في يدّ الحزب الشيوعي الصين.