يتابع محمد بدر في هذه الحلقة الجديدة من برنامج "مش معقول" وصلاته الساخرة من سياسات الحزب الشيوعي الصيني، والتي يبدأها بالحديث عن مبادرة "الحزام والطريق"، والتي حاولت فيها الصين ربط أكثر من 65 دولة بالطرق والكباري، بمشاركة دول من شرق آسيا وشرق أوربا وأفريقيا، في مشروع يبلغ تكلفته تريليون دولار، في بلاد مشهورة بالفساد التام.
جاء أول تلك المشروعات في مبادرة "الحزام والطريق" بإنشاء ميناء في باكستان بلغت تكلفته 70 مليون دولار، دفعتها الصين إلى باكستان، ولكن باكستان عجزت عن سد ذلك القرض منذ أولى دفعاته المستحقة، وهو ما جعلها تفرض حق انتفاع صيني على الميناء لمدة 40 سنة. كما قامت الصين ببناء ميناء ومطار في سيريلانكا، وحين عجزت عن تسديد تلك القروض، تمكنت الصين من فرض حق انتفاعها بالميناء والمطار لمدة 90 عامًا. وهو ما كررته الصين مع جيبوتي.
أثار ذلك لغطًا حول العالم، لماذا تفعل الصين كل ذلك؟ يمكن تفهم سيطرتها على ميناء باكستان الذي تعبر خلاله كميات هائلة من البترول، لكن لماذا سيطرت على مطار سيريلانكا وجيبوتي؟! ظل الأمر محيرًا حتى أنشأت الصين قاعدة عسكرية جوية لقواتها المسلحة في جيبوتي، وهنا بدأ اللغز في التفكك، خاصة بعد استغلالها لكل الموانيء التي حصلت على إدارتها بحق الانتفاع وقامت ببناء قواعد عسكرية لها في منطقة بحر الصين الجنوبي المتخم بالبترول والغاز غير المكتشفين، وهو ما أقلق الولايات المتحدة الأمريكية وعبرت عنه كثيرًا.
وأوضح بدر الأرباح المهولة التي حققتها شركات صينية تعمل في قطاع البنية التحتية في البلدان النامية والفقيرة، إلى الدرجة التي بلغت فيها أن 129 شركة صينية كانت ضمن قائمة أكبر وأقوى 500 شركة عالمية في 2020، كما جاء أكبر 10 بنوك في العالم بتصنيف تتقدمه 4 بنوك صينية في الإحصاء العالمي، وهو ما أقلق اقتصاديات العالم، بعد سيطرتها على الكثير من القطاعات، وهو ما جعل الصين تسيطر على كافة القطاعات عبر شراء الجميع بالأموال المتدفقة في الخزينة الصينية.
وألمح بدر إلى مدير منظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم" وزير الصحة والخارجية الإثيوبية السابق، وعلاقته بالصين، إذ في عهده حدثت جائحة الكوليرا التي مات فيها الآلاف واتهمه الإعلام المحلي بإخفاء الحقيقة، كما أنه كان الوزير الذي وقع المشاركة في مبادرة الصين "الحزام والطريق" والتي تُعد إثيوبيا من أكبر الدول التي تملأها مشاريع المبادرة، وساعدته الصين في الحصول على المنصب بمساعدة من الدول الـ65 المشاركة في المبادرة، وبعد نجاحه في الانتخابات للمنصب العالمي، قام بتعيين قرينة الرئيس الصيني كسفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الصحة العالمية، كما أنه أشاد بالشفافية التي تتعامل بها الصين منذ انطلاق جائحة كورونا!!