يعود الفضل إلى التفكير الإبداعي في تمايز الأفراد بعضهم عن بعض، فهو الضامن للنجاح عبر كل تحديات يومنا وحياتنا، وهو المسبب لهرمون السعادة، فمهارة التفكير الإبداعي هي أفضل مهارات تطوير الذات، وهو ما انتبه له الفلاسفة منذ القدم، وفي حلقة اليوم من برنامج "غود نيوز" تقدم لنا "رانيا علي" أحد تلك النماذج التي اعتمدت مهارة التفكير الإبداعي مع ضيفة البرنامج الفنانة "ناجية رمضان".
في بداية الحلقة،
نتابع مع "آية طاهر" مجموعة من القصص المُلهمة، والتي تبعث المزيد من الأمل والتفاؤل في الحياة، ومن هذه القصص جاء:
- عاشقة للكلاب من سوريا: تحكي القصة عن (آني أورفلي) البالغة من العمر 45 عامًا، عاشقة للحيوانات، استطاعت إنقاذ أكثر من 3500 كلب من الشوارع، وفرت لها المأوى والمأكل والمشرب، وكل مشاعر الحب والحنان، وهي الموهبة التي اكتسبتها من أهلها الذين قدموا نفس الخدمة وأنقذوا من قبل كلاب الشوارع، وحين كبرت آني، تابعت خطى العائلة، حتى أنها اضطرت إلى بيع منزلها، واستثمرت كل مدخراتها التي بلغت 100 ألف دولار، واستأجرت أرضًا تتسع لكل تلك الكلاب، وبالقطع تواجهها تحديات كل يوم لأجل الطعام والشراب والعلاج والتطعيمات للكلاب، بسبب الظروف التي يمر بها العالم المتعلقة بجائحة كورونا.
- بائع الآلات الموسيقية العراقي: يعمل "علي البابلي" بائعًا للآلات الموسيقية العراقية، ويعشق العزف والموسيقى، وبسبب الأوضاع الصعبة الأمنية للعراق، اضطر إلى إغلاق محله فيما سبق بسبب المضايقات المتشددة من تنظيم داعش لتجارته في آلات الموسيقى، مما اضطره للإغلاق في 2019، والمغادرة، لكن وبعد تحسن ملموس للأوضاع الأمنية، عاد مرة أخرى إلى محله واحتفل بتلك العودة، وقام بالعزف مع الأصدقاء ومع المارة سعادة بعودته إلى محل الموسيقى، وإلى العزف الذي يعشقه.
- تماثيل فرعونية على سنون أقلام الرصاص: قام الفنان الشاب إبراهيم بلال (فنان مصري) باستخدام مجهر ميكروسكوبي وبعض أدوات النحت والرسم، والأقلام الرصاص، بصناعة ونحت تماثيل فرعونية مميزة على سنون الأقلام الرصاص، واستوحى بلال ذلك الفن من أحد الفنانين من تايوان والذي تابع أعماله النحية عبر الإنترنت، فقرر تعلمها واستخدامها، لأجل تسليط الضوء على الحضارة الفرعونية، ويعتزم عمل معرض فني لبيع تلك المنحوتات والتي بلغت 22 عملاً فنيًا.
- سانتا كلوز يحارب الظروف ويسعد الأطفال في العيد: في إيطاليا، ولأن سانتا كلوز يعرف أن فرحة العيد لا يمكن أن يوقفها أحد، وأنه لا بُد من أن يجمع أمنيات الأطفال في العيد، لذلك قرر سانتا كلوز في إيطاليا إجراء مكالمات فيديو عبر الإنترنت مع الأطفال، وذلك عن طريق التواصل من الآباء مع سانتا وتحديد الموعد، وترك بعض التفاصيل عن الطفل، وبذلك ضمن الأطفال فرحة مقابلة سانتا ولم يخسروا الفرحة بالعيد، وحفظوا هداياهم بأمان.
- نفخة خارقة: قصة طفل يكتشف قدرة خارقة على إطفاء المدفأة الكهربية بنفخة من فمه، ساعدته أمه من الكواليس للفيديو المصور له ليقوم بنفخ المدفأة، لتنطفيء نارها، ثُم يعيد إشعالها من جديد بنفخة أخرى، وسط سعادة عارمة، بينما أمه تشجعه وتحفزه ليثق في قدراته الخارقة المذهلة تلك.
وفي الجزء الآخر من البرنامج؛
استضافت رانيا علي الفنانة ناجية رمضان، الشابة الإماراتية والمهندسة المعمارية التي تدرس ماجستير إدارة حفظ التراث الثقافي، والتي نتعرف معها على قصة نجاحها مع فن الريزن للحفاظ على وإحياء القطع القديمة، وهي من القلائل الممارسين للفن داخل دولة الإمارات العربية.
بدأت رمضان بحديثها عن حبها للفن منذ الصغر، وكيف تابعت في دراستها الحالية للماجستير تجديد القطع القديمة عبر فن الريزن، وكيف يمكن إحياء الأبنية القديمة، والأشياء التراثية الهامة، كالطاولات واللوحات والساعات القديمة وغيرها، والحفاظ عليها وإحيائها من جديد لأجل حفظها للأجيال القادمة، موضحة الفرق بين كل أنواع الريزن، والتي تختلف فيما بينها فمنها ما يُستخدم للأرضيات أو للسفن أو الطاولات، وتشترك جميعها في مركبين أساسين هما؛ الريزن والمادة المصلبة به، وإحداث تفاعل كيماوي بين مادتين.
وأوضحت رمضان كيف يمكننا من خلال هذا الفن الحصول على أشكال رائعة للكوسترات والطاولات والصواني واللوحات، وهناك ما يصب على أدوات من الخشب أو السيلكون أو حسبما تريد، وعلى المشتغل به أن يلاحظ أن المواد المستخدمة مكلفة للغاية لذلك عليهم التدريب كثيرًا حتى يضمنوا تنفيذ العمل. وأكدت رمضان أن الاستمرار والمتابعة هو العامل الأساسي لنجاحها، ولذلك استغلت صفحتها على إنستغرام للترويج لقطعها الفنية.
وتابعت رمضان أن جائحة كورونا أفادتها بالتركيز في إخراج قطع فنية جديدة جاءت بأشكال جمالية مختلفة، ونصحت كل من يبدأ أن يسأل نفسه إن كان يريد العمل كموهبة فقط أم تحويلها إلى تجارة وعمل، لأن ذلك سيحدد الكثير من الأعمال قبل أن يبدأ في استخدام الريزن، وأن يبدأ بالأكليرك للتعود على الرسم والاتقان التام قبل التحول إلى الريزن. وأكدت ناجية رمضان أنه خلال عملها تحاول أن تقدم الكثير وأن تستفيد من عملها وخاصة أنه يمنحها الكثير من سعادة ويشغل وقتها.
ونصحت ناجية كل من يريد العمل بالريزن، أن يكون لديهم بالأساس الدافع والألوان، وألا يبدأ المتدرب بالقطع الكبيرة، وأن يحاول أن ينطلق مع أفكار إبداعية جديدة، حتى لو كانت مع القطع الصغيرة، مهما كانت مع السيلكون أو الخشب، شرط وجود الدافع. وتمنت ناجية أن تصل قطعها إلى كل بيوت الإمارات وأن يصير لها "علامة تجارية" خاصة بها في هذا المجال. وأضافت تأكيدها على الاستمرارية وكثرة المحاولات للوصول إلى الطموح المطلوب.