نتابع مع رانيا علي في حلقة جديدة من غود نيوز، قصة ملهمة عن التحدي الملهم الذي يحول طريق صاحبه، ليتكتشف الفرصة التي تأتي مع كل تحدٍ للإنسان، إذ تجعله أقوى مرونة وفاعلية، ليصبح قصة ملهمة تزرع الأمل في قلوب الناس.
وجاء في الجزء الأول من الحلقة مع آية طاهر:
- قاهر السرطان: قصة طفل مصري (عبد الرحمن عامر) البالغ من العمر 11 عامًا، تحدى السرطان عبر رقصة "التنورة" المصرية الشهيرة؛ وهي رقصة فلكورية مصرية صوفية يدور فيها الراقص بتنورة واسعة، في حركات دائرية تبدأ من نقطة وتنتهي في نفس النقطة. كان الطفل قد أصيب بمرض السرطان حين كان في عمر 20 شهرًا، وبعد سنوات اتجه إلى رقصة التنورة ليرفع من معنوياته منذ سن صغير، والذي استطاع قبل عام أن ينهي علاجه الإشعاعي والكيمياوي، ليرقص بعدها لساعات رقصة التنورة، ويعتبر أحد الذين انتصروا على السرطان بالعلاج النفسي قبل العضوي، ولا يزال حتى الآن يتلقى دروسًا مجانية في الرقص والتمثيل عبر منحة قدمها له المخرج هيثم حسن الذي يعمل مخرجًا بأحد مسارح القاهرة.
- مطعم روبو شيف: يقوم ربوت بتوصيل الطعام إلى الزبائن في مطعم عراقي للحد من انتشار فيروس كورونا، والفكرة جاءت إلى مصطفى المختار مصمم الفكرة والمشروع وصاحب مطعم "روبو شيف" بكربلاء العراقية، حيث قام بتصميم ربوتات تقوم بتوصيل الطعام إلى الزبائن، وليس ذلك فحسب، إنما عمل المختار على جذب الأطفال إلى مطعمه عبر وضع مجموعة كبيرة من الألعاب الذكية في الطاولات يمكن للأطفال التمتع بلعبها بينما ينتظرون طعامهم وحتى لا يصيبهم الملل. ويُعد مطعم "ربو شيف" أول مطعم ذكي في المنطقة حيث يُقدم طاولات ذكية تمكن الزبائن من اللعب وطلب الطعام وإحضاره آليًا عبر الروبوتات، ومحافظًا بذلك على قواعد التباعد الاجتماعي وكسب ثقة الناس للخروج إلى مطعمه مرة أخرى دون المخاطرة مع فيروس كورونا والتجمعات.
- الرسم بالبن المطحون: ترسم فنانة يمنية (أحلام ناصر) بالبن المطحون تعبيرًا عن أحلام وطنها، والتي قررت تطوير موهبتها في الرسم بعد أن فقدت عملها كمترجمة في ظلّ أوضاع اليمن الصعبة، وكانت في البداية ترسم الرسومات العاطفية والعميقة وتكتسب بها عيشها، حتى طلب منها أحد الزبائن رسم بورتوريه، لتطورموهبتها فيما بعد، وترسم بالبن اليمني المطحون على القماش والأطباق البيضاء، وهي تطمح أن تعكس أحلام بلدها إلى العالم كله، عبر رسوماتها بالبن المطحون الذي طورت به خلطة سرية خاصة بها.
- صناعة الذهب الأحمر: يُعد الزعفران الأحمر الأغلى بين توابل العالم، وكان الأردني "عادل صبح" قد لاحظ نمو الزعفران في منطقته، فأراد تجريب زراعته في مزرعته الخاصة، وقام باستيراد زعفران طبيعي من إيطاليا وكان مناسبًا جدًا في البيئة، وعلى مدار 3 سنوات اختبر الظروف والمناخ، واستطاع أخيرًا إنتاج ما يكفي من الزهور للاستهلاك، وأصبح أول رجل أردني يملك مزرعة كاملة من الزعفران. وأصبح الآن يزرع قرابة 3 دونمات من الأرض بالزعفران، ويبيع الخيط الواحد مقابل 10 دنانير أردنية (14 دولارًا)، ويدخل في إنتاج الأدوية ومساحيق التجميل وغيرها من المنتجات التي تعتمد على الزعفران.
- فيديو من منصة إنستغرام حول طفل يحارب السرطان، تعود أن يزور مقهى ستارباكس من فترة إلى أخرى ليستمع إلى كلمات تحفيزية من العاملين بالمقهى.
وفي الجزء الآخر من الحلقة؛
استضافت رانيا علي ضيفة البرنامج سهام مسعود الرشيدي بطلة ألعاب القوى في رمي القرص ودفع الرمح ورمي الجولة، والتي تعمل موظفة في دائرة الأراضي والأملاك بدبي قسم الاتصال والمعلومات، إدارة سعادة المتعاملين، وعضو نادي دبي لأصحاب الهمم، عُرفت بقاهرة الصعاب وحاصدة الميداليات الذهبية.
تحدثت الرشيدي عن تاريخ إصابتها، منذ كانت طفلة في عمر 6 شهور، ارتفعت حرارتها، وعلى إثرها اكتشفت الأم إصابتها بشلل الأطفال، لكن في المستشفى خضعت لكثير من العمليات الجراحية، لكنها للأسف أصيب بشلل نصفي للجزء الأسفل، وخلال حياتها، جربت الطب الشعبي، وذهبت إلى سلطنة عمان للعلاج بالكيّ على رجلها اليسار، وبعد عودتها في اليوم الثالث استطاعت السير لخطوات قليلة، كانت من أبهج اللحظات، وحين العودة إلى المستشفى تفاجأ الطبيب من أثر ذلك، وبدأت في فترة علاج طبيعي لفترات طويلة، وأجرت الكثير من العمليات الجراحية حتى أتم الله عليها الشفاء واستطاعت الحركة.
وتابعت الرشيدي أنها منذ العاشرة كانت تتابع بشغف ألعاب القوى بالأولمبياد، وجذبها رمي القرص، وخلال ذلك الوقت تعرفت إلى نادي دبي لأصحاب الهمم، والذي تعرفت عليه عن طريق أحد الأقارب، لتذهب مع والدتها ويتم تسجيلها بالنادي والترحيب بها. وأضافت أن حبها للعبة رمي القرص منذ البداية كان سبب انجذابها إلى ألعاب القوى منذ البداية.
وذكرت سهام الرشيدي كيف وفرت لها حكومة الإمارات الرشيدة والنادي الفرص للمشاركة في بطولة الاتحاد الإماراتية ومنافسة كأس الدولة، إلى جانب الخروج إلى دورات دولية في ألمانيا والتشيك، وبفضل تحضير النادي واتحاد اللعبة، تمكنت وزملائها من اللعب في الأولمبياد ودورة الألعاب الآسيوية، وحصلت على أكثر من 300 ميدالية بين الذهب والفضة.
وعن أحب الجوائز قالت، بأن بطولة المرأة الخليجية في أبو ظبي وعمان والبحرين والكويت كانت من أحب البطولات، حيث حصلت على الذهبية في اللعبة الثلاثية (جولة/ قرص/ رمح)، وكذلك البطولة الأسيوية في الصين وتحقيق الميدالية الفضية، ثُم في كوريا حصدت البرونزية، وتمّ انتخابها في مجلس اللاعبين الأسيويين، كما شاركت في أوليمبياد 2012 في لندن، وحصدت المركز السادس في رمي القرص، وفي ريو دي جانيرو 2016 حطمت الرقم الآسيوي، وحصلت على المركز السادس. وأكدت الرشيدي على أنها ملتزمة في حياتها الخاصة، لكنها في أوقات البطولة، دومًا تركز في اللعبة ومن دون أن تنسى ما مرت به خلال التحضير للبطولات، مؤكدة على أن الهدوء هو الطريق نحو النجاح والفوز.
ولكونها أرملة وأم لطفل صغير "عبد الله"، تحدثت بأن ذلك يجعلها أمام مسؤولية كبيرة لتنشئة طفلها قويًا معتمدًا على نفسه، وأن دافعها لكل ما تفعله، هوأن يكون ابنها فخورًا بها كمصدر إلهام له في حياته. ولم تجد الرشيدي أي صعوبات في عملها ودوامها، فهي محبة للعمل والمغامرة منذ الصغر، وتحب أن تعتمد على نفسها منذ الصغر، مؤكدة على تحفيز رؤسائها في العمل لها، وكيف حصلت على لقب "سفيرة الطاقة الإيجابية بين أقرانها"، وهي تمتلك ذلك لأنها لا تعترف باليأس أو الإعاقة أو الخوف بعيدًا عن المواجهة، مؤكدة أن الإنسان لا يحتاج أن يقف مهما كان، حتى أصحاب الهمم، عليهم أن يتعرفوا على مواهبهم وقوتهم، لأن اليأس محطم كل شيء. وتذكرت لحظة وفاة زوجها، وكيف كاد اليأس يقتلها، لولا تمسكها بمسؤولية طفلها، وكيف شدت همتها، ليكون طفلها اليتيم إنسانًا أرقى وأعظم.
وختمت بنصيحتها بأن "الحلم والتمسك بطرف الأمل يمكِّن صاحبه من الوصول إلى النجاح، فلا يأس مع الحياة، وكن صاحب عزيمة وصبر وإيمان، ولا تكترث بأحداث الحياة مهما كانت صعبة، تمسك بالأمل والحلم".