ينبغي على الإنسان أن يظل إيجابيًا في حياته، لا يتخلى عن الأمل مهما حدث، فالشخص الإيجابي يمكنه طرد كافة الأفكار السلبية من عقله ولا يسمح لها بالمرور في حياته لأنه يعرف أنها طريق للهزيمة في الحياة. ووحدهم الإيجابيون يمكن أن يكونوا قدوة للآخرين، فهم خبيرو التعامل في مواجهة المشكلات، يغيرون أفكارهم بتغير ظروف الحياة، ضمانًا للحفاظ على شغف الحياة والفوز في كل التحديات. وفي حلقة هذا الأسبوع من برنامج "غود نيوز" قدمت "رانيا علي" مجموعة من الأخبار والقصص التي تدعو إلى التفاؤل والإيجابية في الحياة.
في الجزء الأول من البرنامج؛
مجموعة من القصص تبرهن أن النجاح له طعم خاص، حتى لو جاء بعد جهد وتعب، إلا أنه في النهاية يستحق، ومن هؤلاء قصص:
- اختراع قفازات سحرية تساعد العازفين على العزف على البيانو، والتي مكنت أحد العازفين بعد انقطاع دام لعشرين عامًا عن العزف على البيانو عمره (79 عامًا) بعد تمرده لحادث عصبي أثر على قدرته على العزف، وبعد إجراء 24 عملية جراحية لم يتمكن من العودة إلى العزف، إلا أن القفازات السحرية تلك استطاعت إعادته إلى العزف من جديد.
- تعرض قلب متبرع منقول إلى مريض آخر من النجاة من حادثي سقوط خلال نقله في ولاية كاليفورنيا، لينجح في النهاية من الوصول إلى قلب المريض رغم المفارقات التي حدثت في الطريق، إذ تعرضت المروحية التي تنقله إلى حادث تحطم خلال الهبوط فوق سطح المستشفى، ثم حادث وقوع خلال نقل الطبيب له نحو المريض، لكنه وبعد أكثر من ساعتين وصل بنجاح إلى صدر المريض المنتظر، لينبض بعدها بالحياة في صدره.
- في ولاية نيويورك، وقبل اختراع الرسائل النصية كان هناك الرسائل الورقية التي تأخذ وقتًا طويلا، قرر الفنان براندر وولف أستاذ اللغة الإنجليزية، إدخال السرور على قلوب الناس، وذلك بجلوسه إلى طاولة في جوار صندوق البريد، ومعه آلة كاتبة قديمة، وجلس لأربعة أسابيع ليكتب رسائل مجانية إلى الراغبين في مراسلة أحبائهم، أملاً في استعادة فرحة تلقي تلك الرسائل كما كان سابقًا قبل عصر الرسائل الرقمية.
- ومن ولاية نيوجيرسي صالون حلاقة أصر على مساعدة مطعم جاره، بعد إصابة أحد موظفي المطعم بفيروس كورونا، مما اضطر المطعم للإغلاق وإعلان ذلك على إنستغرام، ما دعا جارهم في صالون الحلاقة إلى فتح محله لاستقبال زبائن المطعم لتناول المشروبات ليظل المطعم مفتوحًا بشكل ما.
- راقصة بالية روسية رغم إصابتها بالزهايمر، وقبل وفاتها في إحدى دور الرعاية الإسابنية تذكرت فجأة خطواتها وحركاتها حين أدت لأول مرة رقصة بالية بحيرة البجع، وهو ما أذهل الجميع حيال قدرتها على تذكر تلك اللحظات البعيدة السعيدة.
في الجزء التالي من البرنامج؛
استضافت رانيا علي واحدة من أبطال الحياة التي كسرت كل توقعات الأطباء وتدهشهم بعد توقعهم وفاتها بعد عامين من ولادتها، لكنها ورغم مرضها وقلة مناعتها تحدت كل الظروف، وأثبتت نجاحها، ضيفة الحلقة "رنا عريقات"، والتي حرص البرنامج على التواصل معها عبر تقنية "زووم" حرصًا على حالتها الصحية.
عرفت عريقات بنفسها في الفقرة، والبالغة 24 عامًا، وهي أردنية تعيش في الإمارات، وتعاني من حالة مرضية نادرة، وهي سوء الامتصاص، فكل ما تأكله لا يمكن لجسمها امتصاصه، مما سبب لها منذ البداية إسهالاً شديدًا أدى إلى ضعفها الشديد، واضطر أهلها إلى السفر بها إلى لندن لمعالجتها، إلا أنها لم تتمكن طوال حياتها من تذوق الطعام. لم يوقف ذلك عريقات، والتي تعلمت الطبخ من أمها، وتعلمت ذلك وأتقنته، وهو ما جعل الجميع يثني على طعامها. مثلت هواية الطبخ تحديًا كبيرًا لها، لكنها يمكنها أن تتذوق قليلاً الطعام، وهو ما يمثل لها تحديًا في الحياة، حين تجعل الناس في سعادة عندما يتناولون طعامها.
وتُعد حالة عريقات واحدة من 300 حالة مرضية حول العالم بهذا المرض النادر، إلا أنها لم تتوقف عند مرضها، رغم تعرضها لحالات مرضية أخرى منها إصابتها بجرثومة أصابتها بإسهال شديد، خلال وجودها في الجامعة، وبعد الفحوصات التي أظهرت تعرضها للجلطات، والتي تسببت في إسهال شديد وجفاف بالغ، وهو ما اضطرها للمكوث في المستشفى لشهور، وتعيش الآن على تناول إبرة خاصة يجب تناولها طوال الحياة، إلى جانب تناولها أكثر من مجموع 50 حبة دواء كل صباح لأجل معالجة الأمراض الأخرى التي ظهرت.
تحدثت عريقات عن وقوف والديها إلى جانبها بشكل كبير، وكيف لم يفقدا الأمل، وظلا معها وإلى جوارها، حتى أنهما تدربوا طبيًا لأجل مساعدتها داخل البيت، وكذلك الأصدقاء والصديقات الذين وقفوا إلى جانبها، وكررت عريقات امتنانها إلى أهلها لقدرتهم على توفير كل شيء لها، مؤكدة على شكر الله سبحانه.
وتقضي عريقات يومها، بمساعدة أمها كمدبرة منزل، ومساعدتها في شؤون البيت وشراء الحاجيات، لتتحول إلى مدبرة منزل، لكن بعد التحاقها بالعمل كمساعدة تدريس في واحدة من المدارس، استطاعت أن تتحول حياتها إلى حياة أكثر شغفًا، ونصحت عريقات الجميع بتقبل ما كتبه الله، وأنه ينبغي أن نحافظ على قوتنا وإشراقنا في الحياة، وأن يثق الإنسان في نفسه ليستمتع بالحياة للأبد.