ناقشت ديانا فاخوري في حلقة هذا الأسبوع من برنامج نون أجواء الحزن والصمود التي عانتها لبنان بعد أكثر من شهرين على انفجار مرفأ بيروت، خاصة المرأة اللبنانية، واستضافت السيدة "أحلام" أم الشهيد "رامي الكعكة" أحد رجال ضحايا الانفجار، والسيدة "سامية مكي عباس" زوجة الشهيد "المهندس محمد عباس" الذي كان بمستشفى الروم وقت الانفجار. وكيف مرت الأيام عليهما وسط هذا الحزن الضاغط.
في بداية الحلقة؛
تحدثت السيدة أحلام كيف أنها لم تحتمل صدمة رحيل "رامي"، الذي كان يقوم بواجبه كرجل إطفاء للحريق في المرفأ، والتي لم تصدق ما حدث، فحين عادت إلى بيروت لم تصدق نفسها ولم تستطع تحمل الانفجار الذي حدث، وزاد حزنها حين لم يأتِ رامي كعادته بعد صلاة الجمعة ليقبل رأسها، لتبكي ككل أم فقدت ولدها، وأكدت أن الأمهات أكثر المفجوعات في انفجار بيروت.
تحول الحديث إلى السيدة سامية، والتي حكت عن إصابة محمد عباس بفيروس كورونا في مكان عمله في بلد إفريقي، وكيف انهارت الأمور هناك، واضطروا إلى العودة إلى لبنان بطائرة خاصة بعد سلسلة من الأخطاء الطبية، ليصل مستشفى الروم، ويتم إدخاله إلى العناية الفائقة، وبالفعل كان يستعيد وعيه بعد تمكنه من المقاومة للفيروس، ليحدث الانفجار ويخطفه من عائلته.
أضافت السيدة أحلام أن ابنها كان بإدارة رئيس رجال الإطفاء، والتحق بالإطفاء سنتين ليحقق طموحه في أن يصبح ضابطًا، لكنه قضى وترك ابنته 4 سنوات، وجنينًا في رحم زوجته، لتنقلب الحياة للأبد خاصة مع الطفلة التي تأثرت نفسيًا بما حدث، ولم تتقبل حتى اللحظة وفاة والدها، وأنها لا تزال تنتظر والدها كل يوم ليصطحبها من المدرسة كعادته كل يوم.
وتابعت مدام "سامية" عن أوجاع طفلتها يوميًا لحظة الذهاب حين لم تجد والدها، مؤكدة أن أن طفلتها (4 سنوات) فقدت كل شيء، ورغم محاولاتهم لإخراجها من هذا الحزن لكن لم يفلح الأمر واستمرت معاناة الطفلة.
وفي الجزء الثاني؛
تحدثت السيدة أحلام عن ضرورة الصبر خاصة لكل أم فقدت طفلها، مؤكدة أن ذلك اختبار من الله، ليرى ماذا سنفعل، مؤكدة أنها فخورة بابنها الشهيد وبطولته وبكل ما كان عليه وكيف يتحدث الجميع عن أخلاقه، وأنه لا تمر لحظة بدون أن تتذكر ولدها رامي، ودعت الله أن يلهمها الصبر وكل أم وأن يمنحهن القوة. وحمدت الله على أنهم وجدوا جثة ولدها رغم أنه احترق تمامًا على إثر الانفجار. وأكدت أنها لم تعرف بالخبر إلا بعد أسبوع كامل بعد حجزه في مستشفى الزهراء لصعوبة التعرف عليه، لتعيش أسبوعًا على أمل أن تجد ولدها حيًا، لكن كان قدره الموت، وأنه لولا فحص DNA لما تعرفوا على جثة ولدها.
وبينما سامية لم يخطر ببالها موت زوجها لكونه في المستشفى إذ ظنت أنه آمن إلى حد كبير، وحتى التاسعة مساء لم يرد عليها المستشفى خلال محاولات اتصالها، وعند الحادية عشرة جاءها الخبر بأن المستشفى مدمر، وأنه سيتم نقل الجميع من المستشفى إلى مستشفى الحريري، وبدأ الخوف يتسلل إليها حتى الثانية ليلاً تفاجأت بصورته على الفيس بوك وأصحابه ينعونه. وكيف كانت صعوبة إخبار طفلتها بالأمر، وسؤالها كيف صعد بابا إلى السماء؟! وأكدت أنها شاهدته كان مثل النائم. ثم عادت لتتساءل عن مصير طفلها الأصغر البالغ عامًا واحدًا، وكيف يمكن جبر هذا الجرح؟
وأكدت السيدو أحلام عن تكريم رجال الإطفاء، لكن لا شيء يرضيها إلا معرفة الحقيقة، ومن المسؤول عن هذا التفجير، لكنها عادت تؤكد أن الجميع يكذب وستغيب الحقيقة للأبد، وهو ما أكدته سامية، بأن الشهداء كلهم ماتوا جراء الفساد الذي يطوي البلاد، ولكنها عادت لتؤكد على ثقتها في عدل الله وليس عدل الأرض. وأكدت أن الجميع مسؤول عن ذلك ويجب محاسبتهم جميعًا، ويجب أن يختفي هؤلاء، وأنها ستربي أطفالها على كراهية هؤلاء "المجرمين" من الساسة الفاسدين الذين دمروا حياتهم وحياة لبنان.
في الجزء الأخير من البرنامج؛
وسط دموع وغصة الأم السيدة أحلام، تحدثت بحمد الله أن ربها أكرم ولدها وتمنت إن كان يسمعها أن يعرف عن شوقها له، وأن الله أكرمه بهذه الشهادة وأراحه من هذا الفساد كله، وأن الله اختاره ليريحه من كل هؤلاء الفاجرين الفاسدين، وأكدت أن الأم والأب أكثر المفجوعين لوفاة أولادهما.
وأكدت سامية أن كل الزوجات من أكبر المفجعين إذ ستلازم الزوجات العشرة الطيبة والحب والذكريات الجميلة، وأكدت أنه لو كانت تحمل جواز سفر لبلد آخر لحملت زوجها إلى هناك، وأنها للحقيقة تفكر في الهروب من لبنان بأولادها، بعيدًا عن لبنان، لأنها ليست آمنة على حياتها أبدًا في بيروت، وحكت عن أنها لن تستسلم وستبحث عن عمل يعولها وأولادها، لكنها ستفكر دومًا خارج لبنان لأنه لم يعد بلدًا آمنًا. ومن بين دموعها أكدت وعدها لزوجها أنه سيكون فخورًا بطفليه، لكنها لا تعده بحب أولادها للبنان التي نخرها الفساد.
وختمت السيدة أحلام بأن ولدها لم يكن له حلمًا إلا ابنته، وأنها تتمنى أن تكون كما تمنى ولدها، رغم أنها لا ترى الطفلة، ولا تقوى على رؤية الشوارع، وتذكر ما حدث. وأكدت أن الدولة هي المسؤولة، وكيف انزعج البعض وطلبوا منها بالضغط أن تسكت ولا تتحدث عن الفساد الذي أودى بابنها الشهيد، وسط عدم تصديق أخوته وفاة أخيهم. بينما مداد سامية أكدت على أن الدولة لم تعد دولة إنما صارت "مافيا" وأنها لا تريد أموالاً لكن تريد الحقيقة، وكيف يقاتلهم هذا الروتين لاستخراج الأوراق الرسمية، وأن الجميع يستغل وضع العوائل لطلب المساعدات، والتي يتم سرقتها، وأن الدول التي تريد المساعدات يجب أن يتم مباشرة مع العوائل، فكل المساعدات تُسرق، فزوجها تم تعويض وفاته بمبلغ 30 مليون ليرة لبنانية. فهل أولادهم بهذا الرخص؟!