جرت سنة الحياة على الأرض، أن لكل الأمور وجهان، أحدهما مشرق، والآخر قاتم، إذ يمكن لأمر أن يتسبب في خسائر البعض كثيرًا، بينما يكون الأمر نفسه فرصة نجاح مذهل لأخرين، وهو ما أظهرته جائحة كورونا التي فرضت ظلالها على كافة القطاعات عالميًا، ليتكبد البعض خسارات فادحة نتيجة الإغلاق والحظر المنزلي، بينما انتعشت قطاعات أخرى خاصة التي تعتمد على الاتصالات عن بعد والإنترنت والتكنولوجيا مثل ألعاب الفيديو التي يقول لسان حالها "رُبَّ ضارة نافعة".
وحسب الدراسة التي أجرتها المفوضية الأوربية، فقد خسرت قطاعات الثقافة والأنشطة الإبداعية الأخرى خسارة كبيرة نالت إيرادات القطاع الثقافي بنحو خسارة ثلث الإيرادات، بسبب الإجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وجاء في مقدمة تلك القطاعات المسرح والأوبرا والفنون البصرية والسمعية، بنسب خسارت متفاوته وصلت إلى 76% خسارة من الإيرادات، وقثدرت تلك الخسارة بنحو يقترب من 200 مليار يورو، إلى جانب خسارة قطاعي السياحة والنقل الجوي، بينما في المقابل انتعش قطاع ألعاب الفيديو بشكل لافت، وقفزت أرباح المبيعات إلى نحو 9% عن العام الماضي.
يُذكر أن الدراسة أوضحت أن تلك الخسائر هي الأقسى والأكثر صعوبة في قطاع الثقافة والإبداع، فلم يسبق لهذا القطاع أن تعرض لخسارة فادحة بمثل هذا الحجم، وهو ما يمكن أن يتأثر به هذا القطاع على مدار السنوات التالية قبل أن يعود إلى تعافيه السابق، وعليه فقد دعا نائب المفوضية الأوربية إلى ضرورة وضع خطة طارئة للإنقاذ والنهوض من جديد خلال العقد القادم لتعويض كل تلك الخسارة الفادحة.