نستمع كثيرًا إلى نصيحة البعض حين نتعرض للضغوط الحياتية اليومية، وقولهم بضرورة الخروج من المدن إلى الأرياف والبوادي، باعتقاد أن الهواء والمناخ الصحي هناك يساعدنا على تجديد النشاط، ويستدلون بذلك على أن صحة أبناء البوادي والريف أقوى من صحة أبناء المدن، وهو ما ثبت عكسه في الدراسة التي أجراها مؤخرًا إيمانويل فينيرون الباحث والأستاذ بجامعة مونبلييه الفرنسية، والذي أكد في نتائج دراسته أن أصحاب المدن يعيشون عمرًا أطول من أصحاب الريف والبوادي.
كان الباحث فينيرون قد قام ببحثه لصالح جمعية عمد مدن فرنسا، وجاءت نتائج دراسته غير متوقعة بل وصادمة للكثيرين، إذ أثبت أن سكان المدن يمكنهم في الغالب العيش لفترات أطول من سكان الريف، وأرجع السبب في ذلك إلى الخدمات الصحية المتطورة التي يتلقاها السكان في المدن مقارنة مع الخدمات الصحية التي يتلقاها هولاء من سكان الريف والبادية، والذين تتأثر صحتهم العامة غالبًا بضعف تقديم الخدمات الصحية في المناطق التي يسكنونها.
ويُذكر أن فينيرون قد أشار إلى أن سكان المدينة ربما يمتد عمرهم إلى عامين الرجال وبنسبة (.9%) للنساء، أطول من عمر سكان الريف، وذلك نظرصا للعمل في أعمال الزراعة الشاقة، وأشار في نتائج دراسته أنه على الرغم من المناخ الصحي الجيد في البوادي والريف، إلا أنه ونتيجة لضعف الخدمات والبنية التحتية الصحية في تلك المناطق النائية من القرى والبوادي، فإن ذلك يرفع احتمالية عيش سكان المدن لفترات زمنية أطول من سكان الريف، وأن ما أعطى الانطباع عن طول عمر سكان الريف هو حديث كبار السن