هل تخيلت يومًا أن ما تراه من أفلام الخيال العلمي حول الروبوتات بات قريبًا جدًا من التحقق، أم تخيلت أنه ربما تنشأ حرب مستقبلية بين البشر والروبوتات؟ خاصة بعد أن أعلنت دراسات حديثة تنامي دخول الربوت إلى سوق العمل، ليزيد احتمالية سيطرت الروبوتات على أكثر من 80% من الوظائف في غضون 5 سنوات قادمة اعتبارًا بحلول العام 2025؟ إذا كنت أحد هؤلاء المتخوفين من غزو الربوتات لحياة البشر، ربما يبهجك هذا الإنجاز العلمي بعض الشيء أو يخفف وطأة حزنك على مستقبلك الوظيفي المهدد مستقبلاً، فقد صار بإمكانك ردّ كل ما تشعر به من غضب وإهانة نحو الربوتات، خاصة بعد أن صار لها أدمغة تجعلها تشعر بالألم.
وفيما يُعتبر إنجازًا علميًا وتكنولوجيًا، طور علماء وباحثون من جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة آلية جديدة تسمح للروبوتات بالإحساس بالألم وإصلاح ذاتها عند التلف، أي أن الربوتات سوف يصير لها أدمغة تتبع نفس نهجًا مستوحى من الدماغ البشرية ، إذ يسمح النظام الجديد للروبوتات بالشعور بالألم، وكما زود العلماء والباحثون تلك الروبوتات بنظام معالجة الإشارات الموضعية، باعتماد تقنية مستوحاة من مستقبلات الألم البيولوجية. وعمل الباحثون على صناعة جلد ذكي جديد مصمم خصيصًا لمنح الروبوتات إحساسًا مشابهاً بإحساس البشر.
كان بيان الجامعة السنغافورية الذي تم نشره على موقع الجامعة الرسمي، أشار إلى أن النظام المتوصل إليه من قبل علمائها يحتوي على عُقد استشعار مدعمة بالذكاء الاصطناعي لمعالجة "الألم" الناشئ عن ضغط قوة جسدية والاستجابة لها. كما يسمح النظام أيضاً للإنسان الآلي باكتشاف وإصلاح الأضرار الخاصة به عند "الإصابة" الطفيفة دون الحاجة إلى تدخل بشري. وأضافت الجامعة التكنولوجية الرائدة أن نظام علمائها الجديد يدمج الذكاء الاصطناعي في شبكة عقد الاستشعار المتصلة بوحدات معالجة متعددة صغيرة أقل عدداً، تعمل مثل "أدمغة مصغرة" موزعة على الجلد الآلي. وأوضح العلماء المشاركون في الاختراع الجديد حسب بيان الجامعة أن هذا يعني أن الإحساس لدى الربوت يحدث موضعيًا وأن متطلبات الأسلاك ووقت الاستجابة للروبوت تقل من 5 إلى 10 أضعاف مقارنة بالروبوتات التقليدية.
وحسب مجلة "فوتور سايانس" العلمية فقد استندت الأبحاث السابقة حول الأحاسيس اللمسية على المعالجة المركزية، مع أسلاك معقدة تربط أجهزة الاستشعار بـ "دماغ" اصطناعي. أما النهج الجديد الذي اعتمده علماء الجامعة السنغافورية التكنولوجية، فيتميز بأنه غير مركزي، حيث تعتمد معالجة الإشارات المحلية على الذكاء الاصطناعي. والنتيجة نقص كمية الأسلاك وتسريع تفاعل الروبوت.